يخلط كثير من الأفراد بين الكوتشينغ، والمنتورينغ، والإدارة، والقيادة رغم اختلافها عن بعضها؛ لذا إليك فيما يأتي 4 أمثلة عن المفاهيم الخاطئة الشائعة في الأوساط المهنية:
4 أمثلة عن المفاهيم الخاطئة الشائعة في الأوساط المهنية
- "لا يمكنني أن أؤدي دور الكوتش وأبرز قدرتي على مساعدة الآخرين في إحراز التقدم المهني ما لم أكن مديراً".
- "إنِّي أبذل قصارى جهدي لأنال الترقية، ولكن يحتج أصحاب القرار بقلة خبرتي في قيادة الآخرين، أنَّى لي أن أبرز خبرتي في قيادة الآخرين ما لم أحصل على الترقية وأعمل في منصب قيادي رسمي!".
- "لم أتمكن من الترقي رغم المديح الذي أتلقاه طوال الوقت في العمل".
- "إنِّي أعمل في مجال المنتورينغ منذ عدة سنوات، ومع ذلك يرانني أصحاب القرار غير مؤهل لتسلم منصب قيادي رسمي".
تحتاج هذه الحالات لإجراء نقاشات مطولة تهدف لتوضيح الفارق بين الكوتشينغ والمنتورينغ، وبين القيادة والإدارة، ويمكن أن تحتاج الحالة لاستخدام أحد هذه الأدوار أو جمعها مع بعضها.
يجب أن تكون دقيقاً عندما تقرر اختيار مختص لمساعدتك على تحقيق التقدم المهني، ويُستحسَن أن تستخدم أسلوباً لغوياً مألوفاً ومفهوماً لشرح مشكلتك والحل الذي تحتاج إليه، وينبغي أن تتقيد بهذه المعايير أيضاً عند إعداد خطط العمل اللازمة لتحقيق الأهداف المهنية، أي يجب أن تنتقي مفردات دقيقة ومفهومة، فيواجه الفرد صعوبة كبيرة في تحقيق أهدافه عندما يكون أسلوبه مبهماً ويستخدم مفردات ومصطلحات غريبة وغير مألوفة.
وظائف الكوتشينغ، والمنتورينغ، والإدارة، والقيادة هامة ومفيدة، وتُعد هدفاً قابلاً للتحقيق في المسيرة المهنية، لكنَّها بلا شك تختلف عن بعضها؛ لذا يجب أن يدرك الفرد الفوارق التي تميزها عن بعضها سواء كان يبحث عن مختص لمساعدته على تحقيق التقدم المهني أم أنَّه ينوي التخصص في أحد هذه الأدوار.
من هو المنتور؟
يختص المنتور في تقديم المساعدة اللازمة لتحقيق النجاح والتقدم المهني، وغالباً ما يكون خبيراً في مجال معيَّن ويستخدم تجربته الشخصية في توجيه الآخرين، فيمكنك أن تستفيد من تجربة المنتور في تحديد المهارات والكفاءات التي تنقصك لتحقيق التقدم المهني المنشود.
يختص المنتور في تقديم المساعدة اللازمة لتحقيق النجاح المهني، لكنَّه لا يعطيك خطوات مفصلة عن مراحل العمل، بل يمكن أن يشرح لك عن تجربته الشخصية ويزودك بالإرشادات، والتوجيهات، والمعلومات التي تحتاج إليها.
لا يُعد المنتور لقباً وظيفياً، ويمكن لأي شخص أن يكون منتوراً عندما يستوفي المعايير المذكورة آنفاً. يمكنك أن تحكم على كفاءة المنتور عبر تقييم مقدار التقدم الذي يحرزه متلقي المنتورينغ، فيُفترَض أن يقدم المنتور التوجيهات والوسائل والمساعدة اللازمة لتحقيق التقدم المهني، ولكن يتحمل متلقي المنتورينغ الجزء الأكبر من مسؤولية إحراز أهداف التطور، أو الترقي، أو تحسين العلامة التجارية على سبيل المثال.
ملاحظة
يمكنك أن تكون منتوراً بارعاً، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن تنجح في مجال القيادة، فتوجد اختلافات كبيرة بين المؤهلات المطلوبة للنجاح في هذين الدورين.
من هو الكوتش؟
يركز الكوتش على تقديم المساعدة اللازمة لتحسين الأداء، وذلك عبر تحديد ثغرات المهارات والكفاءات والتعاون مع العميل على وضع خطة عملية مدروسة لتحقيق الأهداف المرجوة.
لا داعي لأن يكون الكوتش خبيراً في مجال عملك، لكنَّه يجب أن يتمتع بقدرة بارزة على ملاحظة الأداء ومتابعة العملاء وتقديم التغذية الراجعة الصريحة، ويمكن أن يطلق الكوتش على نفسه لقباً أو عنواناً وظيفياً معيَّناً.
لا يُشترَط أن يكون الكوتش منصباً رسمياً، فيمكن تكليف أحد أعضاء الفريق بمساعدة الموظف الجديد لفترة وجيزة عند التحاقه بالعمل، ما يعني أنَّ الكوتشينغ في هذه الحالة هو مهمة إضافية مؤقتة.
يركز الكوتش على تقديم التغذية الراجعة والأفكار العملية، ويمكن أن يؤدي المدير أو القائد هذا الدور في إحدى مراحل مسيرتك المهنية، فقد يؤدي أحد زملائك دور الكوتش إذا كان يمتلك خبرة أو مهارة في موضوع تحتاج للمساعدة فيه.
يمكن تقييم أداء الكوتش عبر تحليل المنهجية التي يطبقها مع عملائه، وهذا يتطلب تقدير مدى فاعلية الخطط المقترحة في تلبية أهداف التنمية والتطوير، ويجب أن تتأكد أنَّ الاقتراحات منطقية، وعملية، وفعالة في تحقيق التغييرات المرجوة.
ملاحظة
يمكن الاستفادة من خدمات الكوتشينغ في اكتساب المهارات وتحسين أداء العمل في المجال المطلوب.
من هو المدير؟
يتولى المدير مسؤولية الإشراف على سير العمل والموظفين المسؤولين عن تأدية المهام.
لا يمكنك أن تصبح مديراً بناءً على رغبتك الشخصية بل إنَّ القرار عائد لقادة الشركة وأرباب العمل، وهو يُعد منصباً ولقباً وظيفياً رسمياً.
تعتمد مسؤوليات المدير على المهام الوظيفية المطلوبة منه، وثمة مجموعة من المهارات والكفاءات الأساسية المطلوبة من العاملين في المناصب الإدارية في كافة القطاعات مثل مهارات التواصل الفعال التي تتيح إمكانية توضيح المطلوب من الموظفين وتقديم تغذية راجعة مفيدة وبنَّاءة عند الضرورة، ومهارات التنظيم التي تضمن إنجاز الأعمال بفاعلية ضمن الزمن المحدد، ومهارات حل المشكلات التي تساعد على تسوية الإشكاليات التي تطرأ في أثناء العمل.
يتم تقييم أداء المدير عبر مراجعة الأهداف السنوية والوصف الوظيفي الذي يوضح المهام والمسؤوليات المطلوبة من المدير، ويُنصَح من ناحية أخرى باختبار قدرة المدير على بناء العلاقات مع الموظفين، والزملاء، وأصحاب المصلحة، وتقييم مهارات القيادة والكوتشينغ، وهي ليست مطلوبة دائماً لكنَّها تميز المدير الناجح عن غيره.
ملاحظة
لا يُشترَط أن يؤدي المدير دور الكوتش، والمنتور، والقائد، ولكنَّ هذه الإمكانات تميز المدير البارع عن غيره.
من هو القائد؟
لا ترتبط القيادة بمنصب، أو مستوى، أو لقب وظيفي معيَّن، أي يمكن إطلاق لقب القائد على موظف عادي لا يتولى منصباً إدارياً رسمياً، فيواجه بعض الأشخاص صعوبة في الحصول على الفرص المهنية والترقيات التي يطمحون إليها؛ بسبب عجزهم عن إقناع أصحاب القرار بجدارتهم، وتبرز هذه المشكلة عندما تقتنع أنَّ القيادة تتطلب الترقي للمناصب العليا، وهو ما يمنعك من إبراز مؤهلاتك ومهاراتك القيادية أمام أصحاب القرار.
يُعرَّف القائد على أنَّه شخص قادر على التأثير في الآخرين، ونيل ولائهم، وصياغة الرؤية المشتركة، وإقناع الناس باتباعه.
غالباً ما يغفل الأفراد عن جانب هام في مجال القيادة وهو الحكمة في استثمار النفوذ على الآخرين، فيتميز القائد بقدرة بارزة على اتخاذ قرارات حكيمة تساعده على استخدام نفوذه على الآخرين في تحقيق الأهداف المشتركة، ويتمتع القائد بنفوذ وسلطة كبيرة عندما يقتنع الناس باتباعه.
يمكن تقييم مهارات القيادة عن طريق التحقق من قدرة الفرد على إقناع الناس باتباعه، ومن ثم عليك أن تقيِّم جودة قراراته وطريقة استخدامه لهذا النفوذ.
ملاحظة
القيادة الفاعلة = إقناع الناس باتباعك + استخدام النفوذ بحكمة.
في الختام
حاول أن تخصص بعض الوقت للتفكير في أدوار المنتور، والكوتش، والمدير، والقائد، وتجيب عن الأسئلة الآآتية: ما هو هو تقييمك لكفاءتك في كل من هذه الأدوار؟ هل لديك حاجة أو رغبة بتحقيق التنمية المهنية؟ هل تحتاج للاستعانة بمنتور أو كوتش؟ هل لديك فكرة عن تقييم أصحاب القرار لقدراتك القيادية؟ هل تحتاج لتغيير رأي القيادة بمؤهلاتك؟ يمكنك أن تبدأ بإعداد خطة التنمية المهنية بعد أن تقيِّم وضعك الحالي وتحدد المهارات التي تنقصك.