عربي

ما هي القيادة الخدمية؟

القيادة الخدمية هي أسلوب وفلسفة للقيادة يتفاعل فيه القائد مع الآخرين؛ سواء في الإدارة أم مع الموظفين الزملاء؛ إذ يكسب السلطة بدلاً من فرض القوة، ويجسِّد النظام الذي يقوم عليه هيكلاً تنظيمياً لا مركزياً، ويشمل القادة الذين يتبعون هذا الأسلوب الموظفين الذين يتعاملون مع العملاء مباشرةً ويشاركون في عملية صنع القرار في الشركة؛ إذ يتمتع هؤلاء الموظفون بعلاقة وثيقة مع المستهلك ويعود إليهم اتِّخاذ قرارات أفضل للاحتفاظ بهؤلاء العملاء واكتساب عملاء جدد.

النقاط الرئيسة:

  • تسعى القيادة الخدمية إلى تغيير العلاقة بين الإدارة والموظفين؛ وذلك من علاقة تقوم على سيطرة الإدارة على الأنشطة إلى علاقة مبنية على التعاون.
  • يحاول القائد الخادم تعزيز الابتكار وتمكين الموظفين وضمان عافية من حوله.
  • تهدف القيادة الخدمية إلى تطوير الصفات القيادية في الآخرين.
  • يتطلَّب أسلوب القيادة هذا من الفرد التمتُّع بمهارات مثل التعاطف والإصغاء وحسن الإدارة والالتزام بمساعدة الآخرين على النمو.
  • ليست القيادة الخدمية مناسبة لجميع المواقف؛ على سبيل المثال يجب أن يمتلك القائد العسكري السلطة الكاملة لاتِّخاذ قرارات سريعة في أوقات الخطر.

آلية عمل القيادة الخدمية:

تسعى القيادة الخدمية إلى تغيير العلاقة بين الإدارة والموظفين؛ وذلك من علاقة قائمة على التحكُّم إلى علاقة تعاونية أكثر، وصاغ مصطلح "القيادة الخدمية" (Servant Leadership) روبرت جرينليف (Robert Greenleaf)؛ وهو باحث اشتُهِر في القرن العشرين ولم يقتنع بأساليب القيادة التقليدية التي تركز في علاقات يتمتع فيها أرباب العمل بكامل السلطة على الموظفين.

يحاول القائد الخادم تعزيز الابتكار وتمكين الموظفين وضمان عافية مَن حوله، ويهدف أيضاً إلى تطوير الصفات القيادية في الآخرين؛ لذا يتطلَّب أسلوب القيادة هذا من الفرد التمتُّع بمهارات مثل التعاطف والإصغاء والإشراف والالتزام بمساعدة الآخرين على النمو.

صفات القائد الخادم:

وفقاً لملاحظات جرينليف؛ يتعامل القائد الخادم مع المواقف والشركات من وجهة نظر شخص يريد تقديم خدمة ويفكر كيف يمكن أن يساعد وجوده على تلبية احتياجات الشركة والآخرين؛ أي يسعى القائد الخادم إلى تلبية رغبات ومتطلبات أصحاب المصلحة كأولوية مع ممارسة القيادة بالدرجة الثانية؛ مما يتناقض مع أسلوب القائد التقليدي الذي يهدف إلى استلام زمام الأمور بسرعة، ويكون حافزه غالباً الرغبة في تحقيق مكاسب مادية أو التأثير في المحيط.

بالنسبة إلى القائد الخادم فإنَّ تطوير وتوجيه فريق يتبع تعليماته أو احتياجات العملاء أهم من التقدُّم الشخصي، وحتى عند الوصول إلى منصب يمنحه السلطة؛ يشجع القائد الخادم عادةً الموظفين على النظر إلى خدمة الآخرين كأولوية عوضاً عن المكاسب الشخصية، كما قد يهدف القائد الخادم إلى تقاسم السلطة مع الآخرين ويشجع تطورهم ونموهم، ويمكن أن تمتد هذه السمة إلى الإصغاء إلى الأشخاص الذين يعملون لديه بعناية لفهم احتياجاتهم بشكل أفضل، ولكنَّها تشمل أيضاً القادة الذين يتحملون مسؤولية أقوالهم وأفعالهم.

القيادة الخدمية ليست مناسبة لجميع المواقف؛ على سبيل المثال في بيئة الحرب يجب على القادة العسكريين اتِّخاذ قرارات سريعة ولا يوجد وقت للتشاور مع عدد كبير من أصحاب المصلحة.

مثال عن القيادة الخدمية:

في حين قد يكون الهدف من أسلوب القيادة التقليدي هو إرضاء الرغبة الشخصية في امتلاك السلطة، يفكر القائد الخادم كيف يمكن أن تفيد الخدمة التي يقدمها الآخرين؛ على سبيل المثال قد يسأل نفسه كيف يمكن أن تساعد جهوده الفئات التي لا تحظى بتمثيل كافٍ أو مَن يعانون من تدني الوضع الاقتصادي؛ وذلك قبل السعي إلى تقلُّد السلطة؛ أي أنَّهم يحصلون على منصب قيادي بعد إثبات التزامهم بالخدمة.

على سبيل المثال يمكن ملاحظة ذلك في مجال الرعاية الصحية؛ إذ يعمل الأطباء على مساعدة مرضاهم وزملائهم على تقديم هذه الرعاية، بينما في عالم الأعمال يمكن أن يعني هذا أن يساعد القادة الموظفين والعملاء وجميع أصحاب المصلحة الآخرين على تحقيق أهدافهم.

إيجابيات وسلبيات القيادة الخدمية:

توجد لأساليب القيادة المختلفة مزاياها وعيوبها التي تجعلها أفضل من غيرها وفق الوضع والظروف.

تتمثل بعض مزايا القيادة الخدمية في أنَّ القادة يكسبون احترام موظفيهم، ويشعر الموظفون بأنَّ الإدارة تقدِّرهم وتهتم بمصلحتهم، وأنَّ هناك رؤية مشتركة، وغالباً ما توجد ثقة أكبر بين الموظفين والقادة، ويأخذ القادة في الحسبان آراء الموظفين والتي من المرجح أن تحسِّن الابتكار، كما أنَّ الأفراد يطورون مهاراتهم ويستطيعون التقدم مهنياً في بيئة داعمة.

عيوب القيادة الخدمية هي أنَّ قلة من القادة لديهم خبرة في هذا النوع من الإدارة، وقد يتطلَّب الانتقال إلى هذا النمط من القيادة تغييراً ثقافياً صعباً، ويمكن أن يستغرق اتِّخاذ القرارات وقتاً أطول؛ وهذا قد يكون ضاراً في أوقات الأزمات، أو قد يُعطى الموظفون مسؤولية أكبر مما يستطيعون تحمُّله.

إيجابيات القيادة الخادمة:

  • يكسب القادة احترام الآخرين.
  • غالباً ما تكون هناك رؤية مشتركة وثقة أكبر.
  • يساهم رأي الموظف في اتِّخاذ قرارات الشركة لتحقيق نتائج أفضل.
  • يتطور الأفراد في بيئة داعمة.

سلبيات القيادة الخادمة:

  • قلة من القادة يجيدون هذا النوع من القيادة.
  • قد يتطلب تبنِّي هذا النوع من القيادة تغييراً ثقافياً صعباً.
  • لا يسمح هذا النوع من القيادة باتِّخاذ قرارات سريعة.
  • قد يتحمل الموظفون مسؤوليات تتجاوز قدراتهم.

أسئلة شائعة حول القيادة الخدمية:

ما هي نظرية القيادة الخدمية؟

يُعتَقد أنَّ روبرت جرينليف هو مَن وضع نظرية القيادة الخادمة، وعَدَّ جرينليف أنَّه يجب على القائد أن يركز في أعضاء فريقه حتى يتمكنوا من أن يصبحوا مستقلين ويفكروا بأنفسهم؛ لهذا فإنَّ القيادة الخدمية هي طريقة تفكير تركز في الخدمة عوضاً عن القيادة، وعدَّ جرينليف طريقة التفكير بأسلوب القيادة التقليدي في كثير من الأحيان كبيرة ومعقدة وثقيلة وغير شخصية، وليست مناسبة دائماً، وفي بعض الأحيان قد تسسب الفساد.

ما هي مبادئ القيادة الخدمية؟

طرح جرينليف عشرة مبادئ للقيادة الخدمية وهي: الإصغاء والتعاطف والمعالجة والإدراك والإقناع والتصور والنظرة المستقبلية والإدارة والالتزام بنمو الموظفين وبناء المجتمع.

ما هو دور القائد الخدمي؟

يتمثَّل دور القائد الخدمي في الإشراف على موارد المجموعة وتعليم بقية القادة خدمة الآخرين مع الاستمرار في تحقيق الأهداف التي حددتها الشركة.

مَن هو المثال الجيد عن القائد الخدمي؟

تولى الدكتور مارتن لوثر كينج (Martin Luther King) دوراً قيادياً في حركة الحقوق المدنية واختار أن يدافع عن نهج اللا عنف، وناضل لتسود العدالة الاجتماعية وضحى بحياته في النهاية، ليس من أجل الجوائز أو المكاسب الشخصية؛ وإنَّما لأنَّه أراد مساعدة الآخرين؛ وبذلك أصبح الدكتور كينج نموذجاً عن القيادة الخدمية لجميع القادة الطموحين الذين جاؤوا من بعده.

في الختام:

توجد إيجابيات وسلبيات لأي أسلوب قيادة، وبعض الأساليب مناسبة أكثر لسياقات معيَّنة؛ على سبيل المثال في بيئة عسكرية حيث الدقة والبروتوكولات الصارمة ضرورية، تكون القيادة التقليدية مطلوبة، أمَّا في بيئة أقل تنظيماً مثل الأبحاث حيث تعمل الفرق معاً، فتكون القيادة الخدمية أفضل.

The last articles

Be up to date with the latest news

Subscribe now to get the latest articles, research, and products that make you stronger than ever