لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من المقال عن تعريف الكوتشينغ الفردي وفوائده، وسنتحدَّث في هذا الجزء الثاني والأخير منه عن استراتيجياته، ونقدِّم نصائح عن اختيار الكوتش المناسب، ونجيب عن بعض الأسئلة الشائعة.
أفضل استراتيجيات الكوتشينغ الفردي
الكوتشينغ الفردي هو عملية مناقشة شيء ما مع العميل، ويمكن استخدام الكوتشينغ الفردي من أجل مجموعة متنوِّعة من الأغراض، على سبيل المثال، يمكن استخدامه لإجراء تحسينات في حياتك المهنية والشخصية، وقد يكون هذا النوع من الكوتشينغ مفيداً جداً، فهو يساعدك على حل بعض مشكلاتك، خاصة فيما يتعلَّق بحياتك المهنية والشخصية.
للكوتشينغ الفردي شكلان مختلفان؛ الجلسة التقليدية الرسمية، والجلسة غير الرسمية، والكوتشينغ التقليدي هو عموماً لقاء بين الكوتش والموظف وجهاً لوجه، وعادة ما يكون الاجتماع في مكان ما ويستمر ساعة أو أكثر.
يتحدَّث خلال الجلسة الموظف والكوتش عن موضوعات تتعلَّق بمهنة الموظف وحياته الشخصية، ويكون الهدف من هذا النوع من الكوتشينغ هو مساعدة الموظف على تحسين أدائه في العمل وحياته الشخصية.
في معظم الحالات، تستمر الجلسة ساعة أو أكثر، ويمكن جدولة الجلسات كل أسبوع أو شهر، حسب احتياجات الموظف والكوتش.
إليك أفضل استراتيجيات الكوتشينغ الفردي:
1. إنشاء خطط تدريب واضحة
قبل بدء الفصل الدراسي، يجب أن يكون لدى المعلمين خطة درس معتمدة لضمان تغطية الموضوعات المناسبة، وإنَّ تحديد الهدف الشامل من برنامج الكوتشينغ وإنشاء جداول أعمال هي فكرة يجب عليك استخدامها لتحسين فرص النجاح، فإذا كانت لديك خطة جاهزة، فمن المرجح أن تدخل كل جلسة مستعداً لمساعدة الموظف، وليس البحث عن أمثلة أو مشاريع في اللحظة الأخيرة.
من الأفضل أن تبدأ بما يحتاج الموظفون إلى تحسينه أو تعلُّمه، فانظر إلى مهاراتهم وأفكارهم لمساعدتهم على تحقيق هذا الهدف، وسيتعلَّم الموظفون الذين يحتاجون إلى تحسين مهارات العرض عروض باور بوينت (PowerPoint) التقديمية، وإلقاء الخطب، واستراتيجيات الحوار الرئيسة.
ينبغي استخدام كل مهارة أو فكرة بوصفها أساساً للجلسة والخطة الشاملة، ويمكنك استخدام شرائح معدة سابقاً أو نشاطات أو أمثلة؛ ففكر في الأخطاء التي يمكن أن تحدث حتى تتمكن من تحديد أي تغييرات أو إضافات في اللحظة الأخيرة لخطة الكوتشينغ.
2. تحديد جدول منتظم
إذا حاولت تعلُّم مهارة جديدة، فأنت تعلم أنَّه من الصعب وربما من المستحيل أن تتعلمها دون أن تمارسها بانتظام وباستمرار، وعند تقديم الكوتشينغ لموظفيك، تأكد من تحديد وقت ثابت لجلسات الكوتشينغ على أن تتكرر كل أسبوع أو أسبوعين للحفاظ على الاتساق.
طُوِّر منحنى إبنجهاوس (Ebbinghaus) للنسيان في أواخر القرن التاسع عشر لشرح سبب نسياننا لكثير مما نتعلمه، فوجد الباحثون أنَّنا ننسى لأنَّ دماغنا مفطور على النسيان؛ لذا من الأفضل التغلب على ذلك من خلال جلسات التعلم المتكررة، ففكر في تقديم الكوتشينغ التدريجي الأسبوعي عن نفس الموضوع خلال جلسات غداء أو ندوات عبر الإنترنت.
يمكنك العثور على ما يناسب برنامجك بناءً على مدى تعقيد الموضوع والوقت المتاح، فقد لا يكون تعلم لغة برمجة جديدة لأحد موظفيك صعباً بقدر صعوبة تعلم مهارات جديدة في التعامل مع الآخرين، فمن الممكن ممارسة مهارات التواصل مرتين في الشهر، وقد يلزم إجراء الكوتشينغ أكثر من مرة واحدة في الأسبوع للتأكد من أنَّ الموظف يتعلم ما يحتاج إلى تعلمه.
3. التغذية الراجعة المتبادلة
شجع الموظفين على تقديم التغذية الراجعة ليشعروا بأنَّك تصغي إليهم ولتحسين جلسات الكوتشينغ الفردية، فتعد التغذية الراجعة المتبادلة أو الشاملة طريقة رائعة للكوتش لتحديد ما يفكر فيه موظفوه أو العملاء بشأن مشكلة أو نشاط معين، ولقد ازدادت شعبية التغذية الراجعة لأنَّها تساعد الموظفين على الشعور بأهميتهم، وتوفر المساءلة لكلا الجانبين.
من الهام أن تضع في حسبانك أنَّك بحاجة إلى هدف محدد مخطط له جيداً، فيؤدي عدم الكشف عن هوية الموظفين إلى تقديم تغذية راجعة صادقة دون الوقوع في المشكلات، ويمكن لجميع الموظفين الذين خضعوا للكوتشينغ الفردي أن يسألوا عما إذا كانوا يعتقدون أنَّ جلساتهم كانت طويلة بما فيه الكفاية وتحتوي على معلومات قيِّمة لهم.
4. الثناء على إنجازات الموظفين
يعتقد أكثر من 65% من الموظفين في هولندا أنَّ استخدام أدوات التغذية الراجعة يؤثر إيجاباً في سلوكهم، وأظهرت الأبحاث أنَّ المكافآت وسيلة فعالة لإدماج الموظفين، فيريد الموظفون الاهتمام بهم وتقدير قيمتهم، وليس مجرد إنجاز المهام المطلوبة منهم.
يعد التلعيب طريقة فعالة لتعزيز ثقافة الثناء في جميع أنحاء شركتك، فتُمنح مكافآت صغيرة للموظفين مقابل إكمال جلسات الكوتشينغ أو برامج التدريب لجعل العملية تبدو إيجابية أكثر، وكل ما يتطلبه الأمر هو ملاحظة تقدير بسيطة في قناة عامة.
من الضروري أن تضع في حسبانك أهداف الشركة وعقلية الموظفين عند تطوير برامجك، ومن ناحية أخرى، إذا كان لديك موظفين ذوي تفاعل وتنافسية عالية، فيمكنك معرفة من الذي يحقق أكبر عدد من المبيعات.
من ناحية أخرى، يجب على وكالة برمجيات لديها موظفين يركزون بشكل أكبر على العمل الجماعي تصميم أسلوب التلعيب بطريقة تتناسب مع روح الفريق.
كيف تختار الكوتش المناسب لك؟
من الرائع أن تستثمر في تطويرك من خلال تعيين كوتش، لكن كيف تختار الكوتش المناسب؟ إليك بعض النصائح العملية التي ستساعدك على الاختيار:
1. ابحث عنهم عبر الإنترنت
إنَّها ليست طريقة غريبة، فإذا كان لديهم حضور على الإنترنت، فمن الجيد أن تنظر إلى شهاداتهم، وإذا بدت مناسبة لك، فألقِ نظرة على أسلوبهم.
2. أجرِ محادثة أولية
يمكنك الحصول على استشارة مجانية من معظم الكوتشز لمعرفة مزيد من المعلومات عنك، إنَّها فرصة رائعة لطرح أسئلة عليهم تتعلق بأسلوبهم ونهجهم.
3. تحدَّث إلى اثنين أو ثلاثة كوتشز
تختلف احتياجات كل شخص عن الآخرين، لذا فإنَّ إجراء محادثات مع شخصين أو ثلاثة أشخاص سيسمح لك بفهم الأساليب التي تناسبك أكثر، ويجب أن يقصر الكوتش الاختيارات على ثلاثة خيارات، فكلما زادت الخيارات، زاد الضغط والإرهاق الذي ستواجهه، وهو أمر سيئ.
4. انظر إلى ما هو أبعد من السعر
من الضروري أن نأخذ في الحسبان تكلفة الكوتشينغ، ولكن الأهم أن نأخذ في الحسبان قيمته، فالكوتشينغ هو التزام تجاه نفسك في التطوير والنمو المستمر، ولا يتعلق الأمر بالنتائج التي تحصل عليها فحسب، بل يتعلق أيضاً بالتغييرات التي تجريها مع تقدمك.
5. اعتمد على عقلك وحدسك
يجب أن تفكر فيما يتمناه قلبك وما يقوله لك عقلك، فأنت تحتاج إلى كل منهما عند اتخاذ أي قرار، ويعد العثور على الكوتش المناسب أمراً هاماً، لكن لا داعي للقلق بشأن ذلك وقتاً طويلاً، فيجب أن يدلك حدسك على الكوتش المناسب لك.
الأسئلة الشائعة
1. من يمكنه المشاركة في الكوتشينغ الفردي؟
يمكن لجميع الأشخاص المشاركة في جلسات الكوتشينغ الفردية، والشيء الوحيد الهام هو أن يكونوا مستعدين لتحقيق أهدافهم ويمكنهم حضور الجلسات المجدولة في الوقت المحدد.
2. هل توجد أي عيوب في الكوتشينغ الفردي؟
من عيوبه أنَّه يستغرق وقتاً طويلاً جداً، فتخيل عدد العملاء الجدد الذين يمكنك استقبالهم عندما تقدم جلسات الكوتشينغ في مجموعات بدلاً من الجلسات الفردية.
تستهلك جلسات الكوتشينغ الفردية وقتك وتقلل من هامش ربحك، إذ يمكنك الحصول على مزيد من المال إذا قضيت نفس الوقت مع مجموعة من العملاء، ولكن يجب أن تدرك أهمية الجلسات الفردية مع بعض العملاء.
3. كيف تبدأ الكوتشينغ الفردي؟
فيما يأتي 5 خطوات لبدء الكوتشينغ الفردي:
- تحديد أهداف واضحة.
- طرح الأسئلة الصحيحة.
- إعداد جدول زمني وتكرار بعض الجلسات.
- تخصيص بعض الجلسات للتغذية الراجعة.
- استخدام لغة الجسد.
4. ما هي تكلفة الكوتشينغ الفردي؟
قد تكلِّف جلسة واحدة من الكوتشينغ الفردي من 100 دولار إلى 1000 دولار، ويمكنك تحصيل الرسوم بالساعة أو إنشاء حزم أو تقديم اشتراك شهري لهذا النوع من الخدمة.
في الختام
من أجل التنمية الشخصية، يتيح لك الكوتشينغ الفردي التعلم من أخطاء ونجاحات الآخرين، فيمكن للكوتش الجيد أن يساعدك على تحديد مجالات حياتك التي تحتاج إلى تحسين وإجراء تغييرات في حياتك من شأنها أن تعطيك نتيجة إجمالية أفضل، أما بالنسبة إلى فريقك، فهذا يساعدك على تطوير المهارات القيادية المطلوبة لبناء فريق ناجح جداً، فعندما تُعيِّن كوتش، ستتمكن من أن تطلب منه تقييم أدائك.