عربي

القيادة الاستبدادية: خصائصها وفوائدها وسلبياتها

القيادة الاستبدادية أو السلطوية هي نمط قيادي يتميز بالتحكم الفردي في جميع القرارات مع تجاهل آراء الأفراد. عادةً ما يتخذ القادة الاستبداديون قراراتهم بناءً على أفكارهم وأحكامهم الخاصة، ونادراً ما يقبلون نصائح المرؤوسين؛ أي تتضمن القيادة الاستبدادية السيطرة المطلقة على المجموعة.

ثمة مزايا وعيوب للقيادة الاستبدادية كبقية الأنماط القيادية، وعادةً ما يُنظر إلى القادة الذين يعتمدون بإفراط على هذا النهج على أنَّهم متسلطون أو ديكتاتوريون، إلا أنَّ هذه السيطرة المفرطة قد تنطوي في ثناياها على بعض المزايا في مواقف محددة.

تتعدد العوامل التي تحدد متى يكون النمط الاستبدادي هو الأنسب، وتشمل الوضع العام، ونوع المهمة التي تعمل عليها المجموعة، وخصائص أعضاء الفريق. إذا كنت تميل إلى استخدام هذا النوع من القيادة، فيجب أن تتعلم مزيداً عن أسلوبك والمواقف التي يكون فيها فعالاً.

خصائص القيادة الاستبدادية

تشمل الخصائص الرئيسية للقيادة الاستبدادية ما يلي:

  • تتجاهل آراء أفراد الفريق أو تُوليها اهتماماً قليلاً.
  • تطلب من القادة اتخاذ غالبية القرارات تقريباً.
  • تمنح القادة صلاحيات تحديد طرائق وإجراءات العمل.
  • لا تخول أعضاء الفريق اتخاذ القرارات أو تنفيذ المهام الهامة بمفردهم؛ مما يقلل ثقتهم بأنفسهم.
  • تفرض بيئة عمل منظمة وصارمة للغاية.
  • تثبط الإبداع والابتكار.
  • تفرض قواعد معيَّنة وتحرص على إبلاغ أعضاء المجموعة بكافة تفاصيلها.

هناك أيضاً 3 أنواع رئيسية من القيادة الاستبدادية: التوجيهية (الصارمة)، التساهلية (أكثر مرونة قليلاً)، والأبوية (صارمة ولكنها توازن بين الرعاية والاهتمام).

المزايا:

  • تسمح باتخاذ قرارات سريعة، خاصة في المواقف العصيبة.
  • تصدر أوامر وتوجيهات واضحة.
  • تفيد عند الحاجة إلى التوجيهات والأوامر القيادية الصارمة.

العيوب:

  • تتجاهل آراء الآخرين.
  • تُحبط المعنويات وتؤدي إلى الاستياء.
  • تتجاهل أو تعيق الحلول الإبداعية والخبرات التي يمتلكها المرؤوسون.

فوائد القيادة الاستبدادية

يبدو أسلوب القيادة الاستبدادية بصورة عامة سلبياً للغاية، ويمكن أن يكون كذلك حقيقةً عندما يُستخدم بإفراط أو يُطبق على المجموعات أو المواقف الخاطئة. ولكن قد تكون القيادة الاستبدادية مفيدة في بعض الحالات، مثل المواقف الطارئة التي تحتاج إلى قرارات سريعة دون الرجوع إلى عدد كبير من الناس.

تتطلب بعض المشاريع قيادة صارمة لإنجاز الأمور بسرعة وكفاءة، ويمكن أن ينتج النمط الاستبدادي قرارات سريعة وفعالة عندما يكون القائد هو الأكثر خبرةً في المجموعة. فيما يلي 3 فوائد رئيسية للقيادة الاستبدادية:

1. توفر التوجيه

يمكن أن تكون القيادة الاستبدادية فعالة في المجموعات الصغيرة التي تفتقر إلى التوجيه. فبعض مجموعات الطلاب أو العاملين تتعطل بسبب قلة التنظيم، وعدم وجود قائد، وصعوبة الاتفاق على المواعيد النهائية.

ويؤثر ذلك بالتأكيد على أداء العمل والدرجات النهائية؛ وفي مثل هذه الحالات، يمكن لقائد قوي يتبع أسلوب القيادة الاستبدادية أن يتولى زمام الأمور في المجموعة، ويوزع المهام على الأعضاء، ويحدد مواعيد نهائية واضحة لإنجاز المشاريع.

تزدهر هذه الأنواع من المشاريع الجماعية عند تكليف أحد الأعضاء بقيادة المجموعة، أو مبادرة عضو بتولي هذه المهمة بمفرده. تنجح المجموعة في تنفيذ مهمتها في الوقت المحدد وبجهود الجميع من خلال التحديد الواضح للأدوار، وتخصيص المهام، ووضع المواعيد النهائية.

2. تخفف الضغط

يمكن أيضاً استخدام هذا الأسلوب القيادي في الحالات المرهقة التي تمثل ضغطاً كبيراً، مثل النزاعات العسكرية، حيث قد يفضل أعضاء المجموعة الأسلوب الاستبدادي.

يسمح ذلك لأعضاء المجموعة بالتركيز على أداء مهام محددة دون القلق بشأن اتخاذ القرارات المعقدة، مما يُمكِّنهم من إتقان تأدية واجباتهم، ويسهم مباشرة في نجاح المجموعة بأكملها.

3. تضمن التنظيم

يمكن أن تستفيد قطاعات التصنيع والبناء أيضاً من الأسلوب الاستبدادي، حيث من الضروري أن تكون لكل شخص مهمة محددة بوضوح، ومهلة زمنية، وقواعد يجب اتباعها.

ينجح القادة الاستبداديون عادةً في هذه البيئات؛ لأنَّهم يضمنون إنجاز المشاريع في الوقت المحدد وأنَّ العمال يتبعون قواعد السلامة لمنع الحوادث والإصابات.

سلبيات القيادة الاستبدادية

بالرغم من مزاياها في بعض الحالات، إلا أنَّ القيادة الاستبدادية قد تكون سلبية في حالات أخرى. غالباً ما يُنظر إلى الأشخاص الذين يسيئون استخدام أسلوب القيادة الاستبدادية على أنَّهم متسلطون ومتحكمون وديكتاتوريون، ويمكن أن يؤدي ذلك أحياناً إلى استياء أعضاء المجموعة.

كما يمكن أن يشعر المرؤوسون بأنَّ أصواتهم غير مسموعة وليس لديهم أي رأي في كيفية إنجاز الأمور، وقد يزداد الوضع سوءاً عندما يشعر الخبراء في الفريق بأنَّه يتم التقليل من قدر معرفتهم ومساهماتهم. وتشمل المشكلات الشائعة مع القيادة الاستبدادية ما يلي:

القيادة الاستبدادية

1. تتجاهل آراء الآخرين

يستنكر أعضاء المجموعة أسلوب القيادة الاستبدادية؛ لأنَّها لا تسمح لهم بطرح أفكارهم، وقد وجد الباحثون أيضاً أنَّ القيادة الاستبدادية تقوض الإبداع، وتمنع المجموعة من التوصل إلى حلول مبتكرة مما يؤدي إلى تدني مستوى أدائها. عادةً ما يتجاهل القادة الاستبداديون المعرفة والخبرة التي قد يضيفها أعضاء المجموعة، مما يؤثر سلباً على الأداء العام والنتائج المُحرَزة.

2. تحبط المعنويات

يمكن أن تحبط القيادة الاستبدادية معنويات المجموعة في بعض الحالات، حيث يرتفع مستوى السعادة والأداء عندما يُسمح للأعضاء بالمساهمة في مستقبل المجموعة. لذلك قد يشعر المرؤوسون بعدم الرضا والاختناق نظراً لأنَّ القادة الاستبداديين لا يستمعون لآرائهم.

هل القيادة الاستبدادية جيدة أم سيئة؟

تُعد القيادة الاستبدادية عموماً نمطاً سيئاً عندما تُستخدم بطريقة مفرطة. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أنَّ هذا النوع من القيادة يمكن أن يكون مفيداً في بعض المواقف. حيث يمكن أن تخفف القيادة الاستبدادية الضغط، وتوفر التوجيه والتنظيم الذي يحتاج إليه أعضاء المجموعة لتحقيق النجاح عندما يفتقرون إلى المعرفة، ويحتاجون إلى توجيه في المواقف الحاسمة.

كيفية النجاح مع القيادة الاستبدادية

للأسلوب الاستبدادي عيوبه، كما أنَّه ليس مناسباً لأي موقف وأي مجموعة، وبالرغم من ذلك، يمكن أن يكون مفيداً في بعض الحالات الخاصة. لذلك، يجب أن يأخذ القادة الذين يميلون إلى اعتماد هذا الأسلوب النقاط التالية في الاعتبار:

1. استمع لأعضاء الفريق

يجب أن تسمح لأعضاء المجموعة بطرح أفكارهم، حتى لو لم تأخذ بها. يمكن أن تجعل القيادة الاستبدادية أعضاء الفريق يشعرون بالتجاهل أو حتى الرفض. الاستماع للناس بعقل منفتح يمكن أن يساعدهم على الشعور بأنَّهم يساهمون بطريقة ذات أهمية في المجموعة.

2. حدد قواعد واضحة

يجب أن تكون القواعد واضحة للجميع لكي يتمكن أعضاء الفريق من اتباعها.

3. قدم الأدوات

بمجرد أن يفهم مرؤوسوك القواعد، يجب عليك التأكد من أنَّهم يمتلكون المعرفة والقدرات اللازمة لأداء المهام التي كلفتهم بها. قدم الإشراف والتدريب لسد هذه الفجوة المعرفية إن كان ذلك ضرورياً.

4. كن موثوقاً

يخسر القادة غير المتسقين احترام فِرَقهم بسرعة. التزم بالقواعد التي وضعتها وطبقها، وأثبت أنَّك قائد موثوق، ومن المرجّح أن يتبع فريقك توجيهاتك لأنَّك نجحت في نيل ثقته.

5. اعترف بالنجاح

قد يفقد فريقك الدافع بسرعة إذا انتقدتهم عندما يرتكبون أخطاء، ولكنَّهم بالمقابل لا يُمنحون مكافأة أو تقديراً على نجاحاتهم. حاول أن تعترف بالنجاح أكثر مما تشير إلى الأخطاء، وسيستجيب فريقك بطريقة أكثر إيجابية لملاحظاتك. وبالتالي يمكن للقادة تعزيز إنتاجية موظفيهم ودففعهم لرفع مستوى أدائهم.

في الختام

بينما تنطوي القيادة الاستبدادية على بعض المخاطر المحتملة، يمكن للقادة تعلم استخدام عناصر من هذا الأسلوب بحكمة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الأسلوب الاستبدادي بفعالية في المواقف التي يكون فيها القائد هو الأكثر معرفةً في المجموعة أو لديه وصول إلى معلومات لا يمتلكها أعضاء آخرون في المجموعة.

يمكن للقائد الخبير اتخاذ قرارات بسرعة تصب في مصلحة المجموعة بدلاً من إضاعة الوقت الثمين في التشاور مع أعضاء الفريق الأقل معرفة. غالباً ما تكون القيادة الاستبدادية أكثر فعالية عند استخدامها في مواقف محددة. ويمكن أن يؤدي تحقيق التوازن بين هذا الأسلوب وأساليب أخرى مثل الأسلوب الديمقراطي أو التحويلي إلى تحسين أداء المجموعة.

The last articles

Be up to date with the latest news

Subscribe now to get the latest articles, research, and products that make you stronger than ever