عربي

استراتيجيات القيادة الناجحة وقت الأزمات

تُعد القيادة الفعالة في الأزمات ضرورية لنجاح المنظمات؛ إذ يواجه القادة حالة عدم اليقين التي تسود عالم الأعمال اليوم وما يصاحبها من كوارث طبيعية أو اضطرابات مالية، فيوجب عليهم أن يحفزوا فرقهم ويوجهوهم.

يبحث هذا المقال في الاستراتيجيات والمهارات التي يجب أن يمتلكها القادة لبناء المرونة، واتخاذ قرارات صائبة، والتواصل بوضوح أثناء الأزمات.

مفهوم إدارة الأزمات

تشمل إدارة الأزمات العمليات والإجراءات المتخذة لتحديد الأزمات وتقييمها والاستجابة لها بفعالية، وتتطلب استراتيجيات للتخطيط والتأهب والاستجابة والتعافي، وذلك لتقليل تأثير الأزمات على المنظمات وأصحاب المصلحة. يتعين على القادة وضع خطة واضحة لإدارة الأزمات تمكِّنهم من اتخاذ قرارات مدروسة وتطبيق إجراءات سريعة عند ظهور الأزمات.

السمات الرئيسة للقادة الناجحين في إدارة الأزمات

يتمتع القادة الفعالون في إدارة الأزمات بمجموعة من السمات والمهارات التي تمكنهم من مواجهة الظروف الصعبة، والتي تشمل:

1. المرونة والقدرة على التكيف

المرونة هي سمة هامة يجب أن يمتلكها القادة، خاصة خلال الأزمات؛ لأنَّها تساعدهم في التكيف بسرعة مع التغيرات. يحافظ القادة المرنون على إيجابيتهم، ويلهمون أعضاء فريقهم ليحذوا حذوهم، مما يساعد المنظمة على تجاوز الظروف الصعبة بثقة وقوة.

2. الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي هو سمة هامة أخرى، وهو يعني القدرة على فهم عواطفك وعواطف الآخرين وإدارتها بفعالية. يستطيع القادة الأذكياء عاطفياً اتخاذ قرارات صائبة، وإظهار التعاطف، والحفاظ على علاقات قوية حتى في المواقف التي يسودها التوتر.

3. الحزم

أثناء الأزمات، يتعين على القادة اتخاذ قرارات صعبة على الفور، ويتطلب ذلك القدرة على جمع المعلومات، وتحليلها بسرعة، واتخاذ قرارات حاسمة توجه المنظمات نحو تحقيق أفضل النتائج. كما يتعين عليهم تخفيف تأثير الأزمات عبر الموازنة بين المخاطر والمكاسب، والتشاور مع أصحاب المصلحة إذا لزم الأمر، والتصرف بحزم.

4. التواصل الواضح والفعال

التواصل الواضح والفعال هام في إدارة الأزمات؛ إذ يجب أن يكون القادة قادرين على نقل المعلومات بدقة، وتعزيز الثقة، وإطلاع الفريق وأصحاب المصلحة على التطورات الجارية في الوقت المناسب. تساعد مهارات التواصل الفعال في الحفاظ على المصداقية، وإدارة التوقعات، وضمان الاستجابة الفورية للتغيرات.

5. التعاطف

يُبدي القادة الفعالون تعاطفهم تجاه المتضررين من الأزمات؛ فهم يفهمون التأثير العاطفي للأزمة في الأفراد، ويقدمون لهم الدعم اللازم، ويُظهرون اهتمامهم الصادق، مما يسهم في كسب ثقة الفريق والحفاظ على وحدتهم خلال الأوقات العصيبة.

التأثير العاطفي

6 استراتيجيات للقيادة بفعالية خلال الأزمات

1. البحث عن معلومات موثوقة

يتعين على القادة البحث عن معلومات من مصادر موثوقة، وتجنب الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء المتحيزة، واللجوء للخبراء الاستشاريين ومصادر الأخبار الموثوقة للحصول على معلومات دقيقة وحديثة تفيدهم في اتخاذ القرارات.

2. استخدام قنوات التواصل المناسبة

التواصل الصادق أمر بالغ الأهمية خلال الأزمات، ويتعين على القادة استخدام قنوات التواصل المناسبة لنشر المعلومات الهامة في المنظمة. كما يُعد التواصل وجهاً لوجه، سواء شخصياً أم عبر الإنترنت، فعالاً في نقل الرسائل والحفاظ على الروابط. يجب تكرار المعلومات الهامة للتأكد من أنَّ الجميع على علم تام بالتفاصيل.

3. شرح الإجراءات التنظيمية

الوقت هام خلال الأزمات، وقد يحتاج القادة إلى اتخاذ قرارات سريعة بناء على المعلومات المتاحة فقط، لذلك يجب شرح الإجراءات التي تتخذها المنظمة بصدق وأمانة، وتوضيح الأسباب التي أدت إلى تلك القرارات، وإطلاع الفريق على آخر المجريات، ومعالجة مخاوفهم، لتعزز الثقة في القيادة.

4. التشجيع على التعاون وبناء الفريق

تتطلب الأزمات غالباً تعاون الأفراد والفرق معاً للتغلب على المحن. يشجع القادة الفعالون على التعاون بين جميع أقسام المنظمة، ويستفيدون من مهارات وخبرة كل عضو في الفريق، ويشجعونهم على المساهمة بوجهات نظرهم وأفكارهم المميزة. يستطيع القادة الاستفادة من ذكاء الموظفين ومهاراتهم في حل المشكلات عبر بناء فرق متماسكة.

5. الاهتمام بسلامة الموظفين

يجب أن يهتم القادة بسلامة أعضاء فريقهم أثناء الأزمات، ويقدموا لهم الدعم والموارد لتلبية احتياجاتهم العاطفية والجسدية. يتم ذلك من خلال تعزيز مرونة الموظفين والحفاظ على إنتاجيتهم حتى في الظروف العصيبة عبر رعايتهم والاهتمام بسلامتهم.

6. اعتماد عقلية التعلم

تُعد الأزمات فرصاً للنمو والتعلم؛ لذا يتبنى القادة الناجحون في إدارة الأزمات عقلية التعلم، ويحللون الأزمات الماضية ويستقون دروساً قيمة منها. كما يُحسِّنون استراتيجياتهم في إدارة الأزمات ويطورون قدراتهم القيادية عبر دراسة، وتقييم التجارب السابقة التي تعاملت مع الأزمات بفعالية، وتحديد الجوانب التي تتطلب التحسين.

في الختام

يجب أن يتسم القادة في أوقات الأزمات بمجموعة من المهارات مثل المرونة، والذكاء العاطفي، والحزم، والتواصل، والتعاطف ليتمكنوا من توجيه مؤسساتهم بفعالية خلال الأوقات العصيبة. يستطيع القادة أيضاً بناء مرونتهم، واتخاذ قرارات صائبة، والتواصل بوضوح عبر تحديد المشكلات المحتملة والتخطيط لها قبل حدوثها، والتعاطف مع الفريق، مما يضمن نجاح المنظمات في مواجهة الشدائد.

The last articles

Be up to date with the latest news

Subscribe now to get the latest articles, research, and products that make you stronger than ever