عربي

4 نتائج سلبية للقيادة السيئة في مكان العمل

القيادة هي أساس نجاح المؤسسة نظراً لدورها في إلهام أعضاء الفريق، وتوحيد جهودهم، وتطوير إمكاناتهم، ولكن تقوِّض ممارسات القائد الفاشل النمو، وتُفكِّك بيئة العمل، وتُراجع الأداء. يبحث المقال في تأثير القيادة الفاشلة في إمكانات الموظفين، وكيف تفكِّك الفريق وتقوِّض التعاون بين الأعضاء.

تأثير القيادة الفاشلة في مستوى المؤسسة

في ما يلي، 4 نتائج سلبية للقيادة السيئة في مكان العمل:

1. تفكيك الفريق

تشمل أبرز مؤشرات سوء الإدارة ضعف التواصل، وتضارب القرارات، وعدم توضيح الأهداف، مما يفكِّك فريق العمل نتيجة سوء الفهم وفقدان الثقة بتوجيهات القيادة، ويؤكد أحد تقارير مؤسسة "غالوب" (Gallup) أنَّ جودة القيادة، مسؤولة عن 70% من تفاوت اندماج الموظفين، ويؤدي غياب الدعم والتوجيه إلى تفكك الفريق وميل الموظفين إلى العمل الفردي بدل التعاون مع بعضهم.

بيَّنت إحدى دراسات مجلة "هارفارد بزنس ريفيو" (Harvard Business Review) أنَّ القيادة السيِّئة، ترفع احتمال ضعف التواصل بين أعضاء الفريق بما يعادل 3.5 ضعف وانتشار النزاعات الشخصية بقرابة 2.3 ضعف؛ إذ تقوِّض هاتان المشكلتان قدرة أعضاء الفريق على التعاون والعمل المشترك.

مثال عملي: يسبب تردُّد القائد في شركة تقنية عملاقة في تعارض أولويات المشروع، وتركيز كل واحد من أعضاء الفريق على أهداف مختلفة، وهو ما أخَّر التسليم، ودنَّى جودة النتائج النهائية.

2. تقويض الابتكار والإبداع

يتطلب الابتكار توفر بيئة عمل داعمة وقيادة تقدِّر مساهمة الموظف وتمنحه الصلاحيات الكاملة لمشاركة أفكاره، ولكن بالمقابل، تقوِّض القيادة السيِّئة الإبداع من خلال ترسيخ ثقافة الخوف من اقتراف الأخطاء ورفض الأفكار عندما لا تكون نتائجها مضمونة.

يتجنب الموظفون طرح أفكارهم المبتكرة عندما يفرط القائد في النقد، ويتجاهل مساهمات أعضاء الفريق، ويثبِّط التفكير الإبداعي المستقل.

تؤكد إحدى دراسات شركة "مكِنزي أند كومباني" (McKinsey & Company) أنَّ القائد المتمكِّن، يرفع معدل الابتكار في المؤسسة بنسبة تبلغ 170%، في حين ينخفض إقبال الموظفين على الابتكار بنسبة 30% نتيجة سوء الممارسات القيادية.

مثال عملي: ثبَّطَ تدخُّل القائد المفرط في عمل الموظفين في إحدى شركات التصنيع قدرتهم على الابتكار نتيجة خوفهم من طرح الأفكار واقتراح التحسينات. بالنتيجة، تراجعَ أداء الشركة في تطوير المنتجات وتخلَّفت عن منافسيها.

3. تراجع معنويات الموظفين وإنتاجيتهم

يؤدي غياب الدعم القيادي إلى تراجع معنويات الموظفين، وانخفاض مستوى اندماجهم في العمل وإنتاجيتهم، وارتفاع معدل دوران العمالة، والغياب، وكشفت إحدى دراسات "جمعية إدارة الموارد البشرية" (SHRM) أنَّ سوء القيادة هو واحد من أبرز أسباب استقالة الموظفين من العمل.

أكدت نتائج بحث منشور في "مجلة أخلاقيات الأعمال التجارية" (the Journal of Business Ethics) أنَّ القيادة السيِّئة، ترفع احتمال الإصابة بالتوتر والاحتراق الوظيفي بنسبة 50%، مما يؤثر سلباً في عافية الموظفين ويخفض إنتاجيتهم بنسبة تصل إلى 40%.

مثال عملي: تجاهل القائد في مؤسسة خدمة عملاء شكاوى الموظفين، وأهمل تقدير جهودهم المبذولة في العمل، مما أدى إلى تراجع معنوياتهم، وزيادة الأخطاء وشكاوى العملاء، وارتفاع نسبة الخسائر.

تراجع معنويات الموظفين

4. ترسيخ ثقافة العقاب

ترسخ القيادة السيِّئة ثقافة عقاب الموظفين على أخطائهم بدل تشجعيهم على التعلم منها، مما يدفعهم إلى التركيز على تجنب اقتراف الأخطاء، بدل السعي للابتكار والمساهمة في نجاح الفريق. بالتالي، ترسخ هذه البيئة ثقافة التنصل من المسؤولية، مما يؤدي إلى تدني مستوى التزام الموظفين واهتمامهم بنتائج المهام والمشروعات.

تؤكد دراسات "جمعية علم النفس الأمريكية" (APA) أنَّ ثقافة اللوم، تقوِّض فعالية حل المشكلات بنسبة تصل إلى 20% وترفع احتمال تأخر المشروعات بنسبة 25%.

مثال عملي: يتعمد قائد في شركة خدمات مالية تحميل أعضاء الفريق مسؤولية فشل المشروعات، مما أدى إلى شيوع الخوف في بيئة العمل، وامتناع الموظفين عن مشاركة أفكارهم والتنصل من المسؤولية، وبالنتيجة تكررت تأخيرات المشروعات والخسائر المالية المترتبة عليها.

التغلب على تحديات سوء القيادة

يجب أن تستثمر المؤسسات في برامج تطوير القادة التي تركز على الذكاء العاطفي، والتواصل، وتسوية النزاعات، كما ينبغي تدريب القادة على إدراك عيوبهم، ومعالجة نقاط ضعفهم، وتأمين بيئة شاملة للعاملين، وترسيخ ثقافة الثقة والتعاون.

استراتيجيات التحسين

في ما يلي، 4 استراتيجيات للتغلب على تحديات سوء القيادة:

  • تدريب القادة: تطبيق برامج تدريب شاملة تطوِّر المهارات القيادية الرئيسة، مثل التعاطف، والإصغاء الفعال، واتخاذ القرار.
  • التغذية الراجعة الدورية: إنشاء نظام يتيح للموظفين إمكانية تقديم تغذية راجعة دورية لتقييم أداء القادة بشفافية دون أن يخشوا التعرض للقصاص بسبب انتقاداتهم.
  • مشاركة الموظفين في اتخاذ القرارات: تشجيع القادة على طلب آراء ومقترحات أعضاء الفريق عند اتخاذ القرارات لتعزيز التعاون والمسؤولية.
  • التقدير والمكافآت: تطبيق نظام يقدِّر جهود الموظفين ويكافئهم على مساهماتهم في العمل، مما يرفع معنوياتهم وحماسهم.

في الختام

تقوِّض القيادة السيئة إمكانات الفريق، وتفككه، وتتسبب في تراجع الابتكار والإنتاجية، ويقتضي التغلب على هذه التحديات توفير بيئة عمل داعمة تشجع على التعاون، والإبداع، والنجاح، بالإضافة إلى تطبيق استراتيجيات إعداد قادة فاعلين وأكفاء.

لا تقتصر الممارسات القيادية على توجيه الأوامر، بل إنَّها تتطلب إلهام الموظفين وتشجيعهم على تقديم أفضل ما عندهم والتعاون مع بعضهم على تحقيق الأهداف المشتركة. لذا، يجب أن تطوِّر المؤسسات القادة وتؤهِّلهم لمساعدة الموظفين على استثمار إمكاناتهم وقدراتهم كاملة.

The last articles

Be up to date with the latest news

Subscribe now to get the latest articles, research, and products that make you stronger than ever