English

13 طريقة لقياس فعالية القيادة

قياس فاعلية القيادة أمر صعب، ففي حين أنَّ ثمة عدة طرائق للقيام بذلك، إلا أنَّها ليست جميعها دقيقة أو موثوقة، وحتى لو تمكَّنت من إيجاد طريقة لقياس فاعلية القيادة، فليس من الواضح دائماً ما تعنيه النتائج.

مع ذلك، ثمة شيء واحد واضح، وهو أنَّ القادة يؤدون دوراً أساسياً في المنظمات والإدارات، وذلك لأنَّ بيدهم نجاح أو فشل الأقسام والفرق والشركة بأكملها؛ لذلك، لا بد من قياس درجة كفاءتهم بدقة.

13 طريقة لقياس فاعلية القيادة:

1. الأداء العام للشركة

كما يعلم أي رجل أعمال، فإنَّ النتيجة النهائية هي أكثر ما يهم، سواء كانت الشركة كبيرة أم صغيرة، عامة أم خاصة، ربحية أم غير ربحية، فإنَّ الهدف دائماً هو كسب أموال تفوق النفقات، وبالتركيز على النتيجة النهائية، قد يبدو أنَّ المكاسب المالية قصيرة الأمد هي الشيء الوحيد الهام في الأعمال التجارية، ومع ذلك، يعرف القادة الأذكياء أنَّ النجاح على الأمد الطويل يعتمد على أكثر من مجرد النتيجة النهائية.

يُعدُّ الأداء العام للشركة مقياساً أفضل بكثير لفاعلية القيادة، وهو لا يأخذ في الحسبان المؤشرات المالية فحسب، بل يشمل أيضاً رضى الموظفين ورضى العملاء والعلاقات المجتمعية والاستدامة البيئية؛ بمعنى آخر، يُعدُّ الأداء العام للشركة طريقة أشمل لقياس نجاح القائد والفريق، وفي مشهد الأعمال سريع التغير اليوم، هذا هو ما يتطلبه الأمر لتحقيق النجاح على الأمد الطويل.

2. أرباح الشركة

غالباً ما تُستخدم أرباح الشركة لقياس فاعلية القيادة داخل المنظمة، ولسبب وجيه، تُعدُّ الأرباح مؤشراً حاسماً على نجاح الشركة، فيمكن للقادة الذين يستطيعون تحقيق أرباح لشركاتهم توفير قيمة للمساهمين وأصحاب المصلحة والموظفين على حدٍّ سواء.

إضافة إلى ذلك، فإنَّ الشركات الرابحة عادة ما تكون أقدر على مواجهة الانكماش الاقتصادي والتحديات الأخرى؛ باختصار، الأرباح مكون أساسي للمؤسسات الناجحة.

3. رضى الموظفين

رضى الموظفين هو مصطلح يشير عادةً إلى مدى رضى الموظفين عن مناصبهم الوظيفية وتعويضاتهم والمسار العام للشركة، وتؤدي معدلات رضى الموظفين المرتفعة في الغالب إلى زيادة الإنتاجية وانخفاض معدلات دوران العمالة.

لهذه الأسباب، يقيس مؤشر رضى الموظفين فاعلية القيادة داخل المنظمة، ومن المرجح أن يكون الموظفون أكثر اندماجاً وإنتاجية إذا كانوا سعداء بعملهم، ومن ناحية أخرى، إذا كان رضى الموظفين منخفضاً، فقد يشير ذلك إلى أنَّ قيادة الشركة لا تلبِّي احتياجات القوى العاملة فيها كما ينبغي، وفي كلتا الحالتين، يعد رضى الموظفين مقياساً هاماً جداً يجب على القادة مراقبته لضمان النجاح المستمر لمؤسستهم.

4. معدلات دوران العمالة

غالباً ما يُنظر إلى معدل دوران العمالة المرتفع على أنَّه ضعف في القيادة، ففي نهاية المطاف، إذا كان الموظفون يستقيلون باستمرار، فمن المنطقي أنَّهم غير راضين عن قادتهم، ومع ذلك، قد لا يكون معدل دوران العمالة أمراً سيئاً بالمطلق، فقد تشير معدلات الدوران المرتفعة إلى أنَّ الشركة تتطور وتنمو باستمرار.

مع قدوم موظفين جدد، فإنَّهم يجلبون معهم أفكاراً ووجهات نظر جديدة قد تساعد على دفع المنظمة إلى الأمام، إضافة إلى ذلك، قد تكون معدلات الدوران المرتفعة أيضاً علامة على القيادة القوية.

إذا شعر الموظفون أنَّ لديهم الفرصة للتقدم داخل الشركة، فمن المرجح أن يستمروا في العمل، ونتيجة لذلك، في حين أنَّ معدلات دوران العمالة المرتفعة قد لا تكون مرغوبة دائماً، فإنَّها قد تشير في بعض الأحيان إلى نجاح المنظمة.

5. ثقافة المنظمة وقيمها

القيم والثقافة ضروريان في أي منظمة، فهما يوفران إحساساً بالاتجاه والهدف، وقد يساعدان على توحيد الفريق أو القسم، فعندما تكون القيادة فعالة، تُستخدم القيم والثقافة لتعزيز أهداف المنظمة، إضافة إلى ذلك، فهما يساعدان القادة على اتخاذ القرارات التي تتوافق مع رسالة الشركة ورؤيتها.

مع ذلك، يمكن أيضاً استخدام القيم والثقافة لقياس فاعلية القيادة، فمن خلال ملاحظة كيفية تفاعل القادة مع فرقهم واتخاذهم للقرارات، يمكن للمرء أن يحصل على إحساس واضح بقيمهم وثقافتهم، إضافة إلى ذلك، من خلال مراقبة نتائج أفعالهم، من الممكن قياس ما إذا كانوا قادة فاعلين أم لا.

توجد طريقتان لقياس فاعلية القيادة: النتائج والعلاقات؛ بمعنى آخر، القادة الفاعلون هم أولئك الذين يمكنهم تحقيق النتائج مع الحفاظ على علاقات إيجابية مع فريقهم.

6. المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR)

في السنوات الأخيرة، زاد التركيز على المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) والقيم لقياس فاعلية القيادة داخل المنظمة، وفي حين أنَّ بعض الأشخاص قد ينظر إلى هذا بوصفه مجرد وسيلة لتحسين الصورة العامة أو رفع الروح المعنوية، فتوجد عدة أسباب مقنعة وراء ضرورة استخدام المسؤولية الاجتماعية للشركات والقيم بوصفها مقياساً لفاعلية القيادة.

أولاً، تساعد المسؤولية الاجتماعية للشركات والقيم على توفير بيئة عمل إيجابية من خلال تعزيز الشفافية والتواصل والثقة، إضافة إلى ذلك، فإنَّ الموظفين الذين يشعرون بأنَّ شركتهم ملتزمة بالمسؤولية الاجتماعية هم أكثر اندماجاً وإنتاجية، وأخيراً، أصبح العملاء مهتمين أكثر فأكثر بدعم الشركات التي لديها برامج حيوية للمسؤولية الاجتماعية.

بالنظر إلى كل هذه العوامل، فمن الواضح أنَّ المسؤولية الاجتماعية للشركات والقيم توفر رؤى قيمة عن فاعلية القيادة داخل المنظمة.

7. رضى العملاء

يمكن قياس فاعلية القيادة بعدة طرائق، ولكنَّ رضى العملاء هو أهمها، فعندما يكون العملاء راضين عن المنتجات أو الخدمات التي يتلقونها، فهذه علامة على أنَّ الشركة تعمل على الوجه الأمثل، كما أنَّه مؤشر جيد على أنَّ الموظفين يُعامَلون معاملة حسنة ومتحفزين لبذل قصارى جهدهم.

رضى العملاء

القيم هي عامل حاسم آخر في فاعلية القيادة، فالشركة التي تلتزم قيمها - سواء كان ذلك الالتزام بالجودة أم خدمة العملاء أم الابتكار - من المرجح أن تكون ناجحة على الأمد الطويل، وعندما يشعر الموظفون أنَّ قادتهم ملتزمون بهذه القيم، فمن المرجح أن يكونوا أكثر اندماجاً وإنتاجية.

في نهاية المطاف، يعد رضى العملاء وقيمهم من أهم المؤشرات لفاعلية القيادة، فإذا تمكنت الشركة من إسعاد عملائها والتزام قيمها، فمن المرجح أن تكون رائدة في مجال عملها.

8. صورة العلامة التجارية / الولاء

يعتمد نجاح المنظمة على قدرتها على إلهام العملاء والموظفين، ومع وجود عدة طرائق لقياس فاعلية المنظمة، فإنَّ صورة العلامة التجارية هي من أهمها، ويُعدُّ الولاء للعلامة التجارية مؤشراً جيداً على فاعلية القيادة؛ لأنَّه يُظهر أنَّ المنظمة قادرة على بناء علاقة طويلة الأمد مع أصحاب المصلحة.

تستقطب العلامة التجارية القوية أيضاً أفضل المواهب، وهو أمر ضروري لأي مؤسسة ترغب في الحفاظ على ميزة تنافسية، ففي بيئة الأعمال اليوم، السمعة هي كل شيء، وإنَّ المنظمة التي تستطيع إنشاء صورة إيجابية للعلامة التجارية ستكون أكثر نجاحاً على الأمد الطويل من تلك التي لا تستطيع ذلك.

إنَّ إحدى أهم الطرائق لقياس فاعلية القيادة هي النظر في صورة العلامة التجارية والولاء، فالعلامة التجارية القوية تستقطب العملاء وأفضل المواهب، وهو أمر ضروري لأي مؤسسة ترغب في الحفاظ على ميزة تنافسية.

9. مستويات إنتاجية الموظفين

تُعدُّ إنتاجية الموظف مقياساً هاماً جداً في أي مؤسسة، إنَّه يؤثر تأثيراً مباشراً في النتيجة النهائية، ويمكن استخدامه لقياس فاعلية القيادة داخل المنظمة، إنَّ القادة الذين يحسِّنون باستمرار إنتاجية الموظفين هم في العموم أكثر فاعلية من أولئك الذين لا يستطيعون ذلك.

تسهم عدة عوامل في إنتاجية الموظف، ومن ذلك الدافع وبيئة العمل والرضى الوظيفي وثقافة الشركة، وعادة ما يكون القادة الذين يوفرون بيئة عمل إيجابية ويحفزون موظفيهم أكثر فاعلية في تحسين الإنتاجية.

إضافة إلى ذلك، فإنَّ القادة الذين يركزون على التعزيز المستمر لثقافة الشركة وتوفير بيئة عمل جذابة هم أيضاً أوفر حظاً في النجاح في تحسين إنتاجية الموظفين، ومن ثم، يُعدُّ قياس مستويات إنتاجية الموظفين طريقة ممتازة لتقييم فاعلية القيادة داخل المنظمة.

إنَّ تقييم القيادة ضروري لبناء ركيزة استراتيجية لإدارة الأفراد، وإنَّ التقييم الشامل هو الطريقة الأكثر فاعلية للحصول على نتائج مرضية واستراتيجية؛ كونه يسعى للحصول على رأي العديد من الأشخاص، مثل الرؤساء والمرؤوسين والعملاء والموردين.

قد تكون النقاط التي يتناولها هذا التقييم هي الالتزام بالمواعيد، والتحفيز، والاندماج، والإنتاجية، والتواصل، وروح الفريق، من بين أمور أخرى، فتوفر نتائج التقييم الشامل رؤية أوسع عن القائد، وتقع على قسم الموارد البشرية مسؤولية تسجيل الإجابات وجمع البيانات سراً ورفع تقرير إلى المدير دون الإشارة إلى أسماء المشاركين في التقييم.

10. الابتكار

في عالم الأعمال اليوم، تُعدُّ القدرة على الابتكار أمراً ضرورياً للنجاح، وتتمتع المنظمات التي تتكيف بسرعة مع توجهات السوق وتطوِّر منتجات أو خدمات جديدة بميزة تنافسية، ولهذا السبب، يعد الابتكار مقياساً حاسماً لفاعلية القيادة.

من المرجح أن ينجح القادة الذين يمكنهم توفير بيئة يزدهر فيها الابتكار على الأمد الطويل، إضافة إلى ذلك، فإنَّ القادة الذين هم أنفسهم مبتكرون هم أكثر ميلاً لإلهام الآخرين ليكونوا مبدعين ويخرجون بأفكار جديدة، فالابتكار وسيلة ممتازة لقياس فاعلية القيادة؛ لأنَّه محرك أساسي للنجاح في اقتصاد اليوم.

11. الكفاءة والجودة

غالباً ما تُقاس فاعلية القيادة بجودة عمل المنظمة، فالكفاءة والجودة عاملان حاسمان في تحديد ما إذا كانت المنظمة تعمل بسلاسة، فإذا تمكَّن القائد من الحفاظ على معايير عالية من الجودة مع زيادة الكفاءة في نفس الوقت، فهذا مؤشر جيد على أنَّه قائد فاعل.

الجودة ضرورية لأنَّها تضمن أنَّ المنتجات أو الخدمات تلبي احتياجات العملاء أو الزبائن، ومع ذلك، تضمن الكفاءة استخدام الموارد على الوجه الأمثل، ومن خلال تعزيز الكفاءة والجودة، يمكن للقادة ضمان أنَّ مؤسساتهم تعمل بفاعلية وكفاءة.

إضافة إلى ذلك، قد يساعد هذا النهج على تحسين رضى العملاء والولاء والأرباح، ولذلك، تُعدُّ الكفاءة والجودة مؤشرَين جيدَين لفاعلية القيادة داخل المنظمة.

12. السلامة العاطفية والجسدية

بإمكان القائد الجيد توفير بيئة آمنة عاطفياً وجسدياً لموظفيه، فمكان العمل الآمن هو المكان الذي يشعر فيه الموظفون بالراحة في التحدث دون خوف من الانتقام، وبالثقة بأنَّهم لن يتعرضوا للأذى بأي شكل من الأشكال، ويعزز هذا النوع من البيئة الإبداع والتعاون، فضلاً عن الشعور بالولاء والثقة.

الموظفون الذين يشعرون بالأمان هم أكثر ميلاً للاندماج وتحقيق أعلى مستويات الإنتاجية ومن المرجح أن يبقوا في المنظمة على الأمد الطويل، وعلى ذلك، فإنَّ السلامة العاطفية والجسدية مؤشران حاسمان لفاعلية القيادة، فعندما يعطي القادة الأولوية للسلامة، فإنَّهم يعبِّرون بوضوح عن تقديرهم لموظفيهم واهتمامهم بعافيتهم وسلامتهم، وهذا يبني أساساً متيناً يسهم في نجاح المنظمة.

13. اندماج الموظفين

تقليدياً، تُقاس فاعلية القيادة بمعايير موجَّهة نحو المهام مثل مستويات الإنتاجية والأرباح، ومع ذلك، فإنَّ هذا النهج يغفل عن الدور الحاسم للعلاقات بين الأشخاص في مكان العمل.

اندماج الموظفين مقياس أفضل لفاعلية القيادة؛ لأنَّه يأخذ في الحسبان عوامل مثل رضى الموظفين والتزامهم، فمن المرجح أن يعزز القائد الذي يمكنه إدماج موظفيه بيئة عمل إيجابية، ومن ثم زيادة الإنتاجية والأرباح.

يُعدُّ اندماج الموظفين عامل نجاح حاسماً في عالم الأعمال التنافسي اليوم، فالقادة القادرون على تعزيز ثقافة الاندماج هم أكثر فاعلية ونجاحاً في تحقيق أهدافهم التنظيمية.

في الختام

توجد طرائق عديدة لقياس فاعلية القيادة، وتشمل بعض المؤشرات الشائعة الابتكار والكفاءة والجودة والسلامة العاطفية والجسدية واندماج الموظفين، ومع ذلك، فإنَّ اختيار المؤشرات الأكثر صلة بالأهداف والغايات المحددة لمؤسستك هو أهم شيء على الإطلاق، فهذا يضمن أنَّك تستخدم أفضل السبل لتقييم قادتك وتطويرهم.

آخر المقالات

كن على اطلاع بأحدث الأخبار

اشترك الآن لتحصل على أحدث المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى