يواجه القادة في العصر الحديث صعوبة كبيرة في إدارة الفِرَق التي تضم عدة أجيال من الموظفين. تضم بيئات العمل الحالية موظفين من جيل الطفرة، والجيل إكس، وجيل الألفية، والجيل زد، مما يفرض على عاتق القادة مهمة تطبيق ممارسات قيادية تراعي تنوع وجهات النظر، والميول، وعادات العمل في الشركة. يتطلب التعامل مع تعدد الأجيال استخدام نهج قيادي دقيق يأخذ بعين الاعتبار إمكانيات ومساهمات كل واحد من الأجيال، ويضمن تعاون وانسجام القوى العاملة في الشركة.
7 خطوات لإدارة الشركات التي تضم عدة أجيال من الموظفين
1. إدراك الاختلافات بين الأجيال
تقتضي الخطوة الأولى تحديد خصائص وميول كل واحد من الأجيال، حيث يفضل جيل الطفرة على سبيل المثال النظام التراتبي التقليدي والاستقرار، في حين يركز جيل الألفية والجيل زد على المرونة والتوازن بين الحياة الشخصية والعمل. بالتالي، عليك أن تستعلم أكثر عن القِيَم، وأنماط التواصل، والدوافع التي تميز كل جيل لكي تفهم وجهات نظر الموظفين وتعتمد على هذه المعلومات في تصميم نهجك القيادي.
2. إعطاء الأولوية للتنوع والشمولية
يجب إعطاء الأولوية للتنوع والشمولية من أجل زيادة مستوى الانسجام والإنتاجية في بيئات العمل التي تضم عدة أجيال من الموظفين. تقتضي هذه الخطوة تقدير وجهات النظر والمساهمات التي يقدمها كل واحد من الأجيال، بالإضافة إلى ترسيخ ثقافة الاحترام، والشفافية، والتعاون، والتقدير بين جميع العاملين من كافة الفئات العمرية والخلفيات. يُنصَح من ناحية أخرى بالتشجيع على المنتورينغ وتبادل المعلومات بين الأجيال بهدف ترسيخ ثقافة التعلم والتطوير ضمن المؤسسة.
3. التركيز على المرونة وقابلية التكيف
يستخدم القائد الفاعل نهج عمل مرن وقابل للتكييف في البيئات التي تضم عدة أجيال من الموظفين. تختلف أساليب العمل والتواصل من جيل لآخر، وهذا يتطلب الاستعداد لتعديل أسلوب القيادة بناءً على احتياجات ورغبات أعضاء الفريق. يحبذ بعض الموظفين على سبيل المثال إجراء الاجتماعات على أرض الواقع، في حين يفضل آخرون التواصل عبر البريد الإلكتروني أو المراسلات الفورية. المرونة وقابلية التكيف ضرورية لبناء الثقة والألفة مع الموظفين من مختلف الأجيال.
4. توفير فرص للتنمية المهنية
تقدِّر كافة الأجيال فرص التنمية والتطوير التي تُتاح لهم في مسيرتهم المهنية، مما يستدعي إجراء مبادرات تدريب، ومنتورينغ، وتوفير فرص تنمية مهنية تساعد الموظفين في استثمار إمكانياتهم. يجب تقديم توجيهات وتغذية راجعة دورية تساعد الموظفين في وضع أهدافهم وتحقيقها وذلك بصرف النظر عن فئاتهم العمرية ومستوى خبراتهم. تثبت الشركة اهتمامها بمصلحة الموظفين ونجاحهم، وتنشر ثقافة التعلم والتطوير المستمر عندما تستثمر في مبادرات تنمية أعضاء الفريق.
5. التشجيع على التعاون والعمل المشترك
التعاون والعمل المشترك بالغ الأهمية لتحقيق النجاح في بيئات العمل التي تضم عدة أجيال من الموظفين. بالتالي، يجب أن تشجع الموظفين من كافة الفئات العمرية على التعاون مع بعضهم والاستفادة من تنوع إمكانياتهم ووجهات نظرهم، كما يمكن ترسيخ ثقافة التعاون عبر تطبيق أنشطة بناء الفِرَق، والمشاريع الجماعية، والمبادرات التي تشمل مجموعة متنوعة من الوظائف. يُنصَح بالتشجيع على التواصل الصريح والإصغاء الفعال، حيث تضمن هذه الطريقة تقدير جميع الآراء ووجهات النظر المطروحة ضمن الفريق.
6. القيادة بالقدوة
يقتدي الموظفون بأفعال القائد أكثر من كلامه، وهذا يتطلب منه تطبيق القِيَم والسلوكيات التي يريد من أعضاء الفريق أن يلتزموا بها. بالتالي، يجب التركيز على إبداء الاحترام، والتعامل بطريقة مهنية في عمليات التفاعل والتواصل مع الموظفين من كافة الأجيال والفئات العمرية. عليك من ناحية أخرى أن تتقبل التغذية الراجعة وتعترف بأخطائك وتكون مصدر إلهام وثقة وقدوة حسنة يحتذي بها جميع العاملين في المؤسسة.
7. التواصل الفعال
التواصل الفعال ضروري لتجاوز الفوارق والاختلافات بين الأجيال في مكان العمل، وهذا يفرض على عاتق القائد مسؤولية الالتزام بالوضوح، والاقتضاب، والاحترام عندما يتواصل مع الموظفين من كافة الأجيال. بالتالي، يجب أن يراعي أسلوب التواصل اختلاف رغبات الموظفين حتى لو تطلب الأمر ترتيب اجتماعات منتظمة على أرض الواقع، أو إرسال مستجدات سير العمل عبر البريد الإلكتروني أو المراسلات الفورية. يُنصَح من ناحية أخرى بالتشجيع على الحوار الصريح والتغذية الراجعة البنَّاءة لكي تثبت الشركة اهتمامها بوجهات نظر الموظفين.
بالرغم من وجود بعض الاختلافات في الميول، والخبرات، والتجارب، والأولويات بين الأجيال إلَّا أنه ثمة مجموعة من الرغبات، والاحتياجات المشتركة فيما بينهم.
التقدير بالغ الأهمية في تحفيز الموظفين، ورفع المعنويات، وترسيخ شعور الانتماء والسلوكيات الإيجابية ضمن المؤسسة. يزداد مستوى اندماج الموظفين، والتزامهم، وشعورهم بالرضا عن العمل عندما تقدِّر الشركة مساهمتهم وجهودهم.
العمل الهادف وفرص التنمية
يحتاج الموظف للشعور بالتحدي، والرضا، والدعم في مسيرته المهنية، وهو دائم البحث عن الفرص التي تسمح له باكتساب المهارات الجديدة، وتولي المزيد من المسؤوليات، وتحقيق التقدم المهني. بالتالي، تُعتبَر فرص التطوير المهني، ومبادرات التدريب والمنتورينغ بالغة الأهمية في استقطاب الموظفين من كافة الأجيال، وتحفيزهم على العمل، والحفاظ عليهم ضمن المؤسسة.
تشمل الاحتياجات المشتركة بين الأجيال التزام القيادة بالتواصل الفعال والشفافية، فقد تبين أنَّ الموظف يقدِّر التواصل الصريح والصادق وتلقي معلومات تفصيلية عن أهداف المؤسسة، وقراراتها، والتغييرات التي تجري فيها. يساهم التواصل الواضح في ترسيخ ثقافة الثقة، وتقليل شعور الموظف بالضياع، وتعزيز إحساس الانتماء ضمن المؤسسة.
يطالب الموظفون من كافة الأجيال بالحصول على التسهيلات اللازمة لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل. يمكن أن تختلف أهمية هذا التوازن بين الأجيال، ولكن تبين أنَّ جميع الموظفين دون استثناء يقدِّرون الفرص التي تسمح لهم بإعطاء الأولوية لعافيتهم وتلبية الالتزامات الشخصية والاجتماعية خارج أوقات العمل. تثبت الشركة اهتمامها بعافية الموظفين عندما تدعم مبادرات تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل مثل جدول العمل المرن، وخيارات العمل عن بعد، وبرامج العافية.
تشترك جميع الأجيال أيضاً في الحاجة للإحساس بوجود هدف من الجهود المبذولة، وتوافق القِيَم والأهداف الشخصية مع رسالة الشركة. يبحث الموظف عن المعنى والرضا من خلال عمله، ويرغب في تقديم مساهمة تخدم المصلحة العامة والمجتمع بأكمله.
في الختام
ينجح القائد في بيئات العمل التي تضم عدة أجيال من الموظفين عندما يركز على عوامل التفاهم، والمرونة، والشمولية. يمكنك أن تنجح في قيادة الفريق نحو النجاح عبر التركيز على التنوع، وتكييف أسلوب القيادة، وتطبيق نهج القيادة بالقدوة، والتواصل الفعال، والتركيز على الأهداف المشتركة.