English

كيفية تحسين مهارات القيادة وإبرازها -الجزء الأول

مهارات القيادة ضرورية لأي شخص يريد النجاح في المشاريع التجارية أو في وظيفته، ولحسن الحظ، القيادة الفعالة هي مهارة يمكنك تعلمها، وفي هذا المقال سنوضح لك كيفية القيام بذلك.

سنتعمق في عناصر القيادة مثل التواصل والتفويض والتحفيز وتحسين مهاراتك القيادية للاستفادة منها على الأمد الطويل، فتابع القراءة لتعرف لماذا تجعلك هذه المهارات مديراً ناجحاً وتساعدك على تحقيق أهدافك على نحو أسرع، من بين أمور أخرى.

ما هي المهارات القيادية؟

هي القدرات والصفات التي تلهم الآخرين وتحفزهم وتوجههم، ومهارات القيادة ذات قيمة لأي شخص يتولى منصباً قيادياً، سواء كان ذلك في مكان العمل أم المدرسة أم حتى في مجتمعك.

ستكون قائداً ناجحاً إذا أتقنت مجموعة متنوعة من المهارات، مثل تفويض المهام والمشاريع والتواصل؛ لذا دعونا نناقش بعض المهارات القيادية الأساسية التي يجب أن تعرفها.

6 مهارات قيادية أساسية

اعتماداً على الشخص الذي تطرح عليه السؤال، قد تحصل على إجابات مختلفة عن سؤال "ما هي القيادة؟"، فيفكر كثير من الناس أولاً في صفات مثل الثقة والحزم والجاذبية الشخصية، ولكن لا تقتصر مقومات النجاح في القيادة على هذه السمات فقط، إليك 6 مهارات قيادية أساسية:

1. التفكير الاستراتيجي

يمكنك تطوير مهارات التفكير الاستراتيجي لديك لتحسين تحديد الأولويات، واتخاذ القرارات، وتخصيص الموارد، ويجب على القائد أن ينظر إلى التأثير الأوسع وأن يتخذ قرارات لها تأثير إيجابي في النجاح طويل الأمد للشركة.

يجب على القادة التفكير بشكل إبداعي، ومعرفة كيف تنشأ المشكلات، والنظر في جميع النتائج الممكنة لقراراتهم، وفهم نقاط القوة والضعف في مؤسساتهم، وتحديد الفرص والتهديدات بسرعة.

هذا يعني جمع البيانات وإجراء تحليل منتظم لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، والقيادة المدعومة بالبيانات جزء هام من التفكير الاستراتيجي؛ لأنَّها تسمح للقادة باتخاذ القرارات الصحيحة المستندة إلى الأدلة، بدلاً من الاعتماد على الحدس فقط، وتتيح للقادة تعديل استراتيجياتهم مع ظهور بيانات جديدة.

2. تفويض المهام

في أي منصب قيادي، من الهام تفويض المهام بفاعلية؛ لأنَّ ذلك يحقق الاستفادة المثلى من الوقت والموارد، ويعني تفويض المهام إسناد المسؤولية عن مهمة أو مشروع محدد إلى شخص أو مجموعة أخرى، وقد يحرر هذا وقت القائد للتركيز على مشاريع أخرى، وتوزيع عبء العمل، وتطوير مهارات الآخرين، فعند تفويض المهام، كن واضحاً بشأن ما هو متوقع، واحرص على توفير الموارد الكافية وتحديد إطار زمني معقول.

يجب أيضاً التواصل مع الفريق للتأكد من أنَّهم على المسار الصحيح ولديهم الدعم الذي يحتاجون إليه، فيعني هذا التواصل مع كل فرد على حدة ومع الفريق بأكمله، وبهذه الطريقة، يمكنك معرفة ما إذا كانت المهمة صعبة جداً.

إذا كانوا يحتاجون إلى مزيد من الموارد أو الوقت، فمن السهل والمجدي إجراء التعديلات المناسبة، وإذا كان شخص ما يواجه صعوبة في أداء مهمة، فقد يسبب له ذلك توتراً، وهذا قد يؤدي إلى عدم إنجاز المهمة، واستنزاف معنويات فريقك.

3. إدارة التغيير

القادة مسؤولون عن إدارة التغيير داخل منظماتهم، وتعني إدارة التغيير التخطيط له وتنفيذه ومراقبته لتحقيق الأهداف التنظيمية، ويتطلب عدة خطوات: تقييم الحاجة إلى التغيير، ووضع خطة، وتفويض المهام، وتحديد الجداول الزمنية.

القادة مسؤولون عن إدارة التغيير داخل منظماتهم

تحتاج إدارة التغيير إلى قيادة مرنة، والقيادة المرنة هي أسلوب القيادة الذي يركز على القدرة على التكيف والمرونة والسرعة، وهو يعتمد على مبادئ تطوير البرمجيات المرنة، مع التركيز على التعاون والتعلم المستمر والتغذية الراجعة من العملاء.

في المنظمات المرنة، يجب على القادة الاستجابة بسرعة للتغيرات في السوق من خلال اتخاذ قرارات سريعة.

4. مهارات التعامل مع الآخرين

التواصل بين الأشخاص أمر ضروري للقيادة، وهو من المهارات التي يستخدمها القادة للتفاعل مع الآخرين والتأثير فيهم، وهذا يشمل التواصل اللفظي وغير اللفظي وبناء العلاقات.

يعرف أفضل القادة كيفية استخدام هذه المهارات لتحفيز الآخرين وإلهامهم وإقناعهم، ويمكنك القيام بذلك من خلال فهم السلوك التنظيمي، وهو دراسة كيفية تصرُّف الناس في المنظمات.

هذه المهارات ضرورية لأي قائد يريد إنشاء بيئة عمل إيجابية وإلهام الموظفين للعمل نحو هدف مشترك، وفي حين أنَّ بعض الأشخاص موهوبون بطبيعتهم بمهارات قوية في التعامل مع الآخرين، لكن يمكنك تعلمها وتطويرها بمرور الوقت، فإذا كنت تريد أن تكون قائداً فعالاً، ركز على تحسين مهاراتك في التعامل مع الآخرين أولاً.

5. المهارات الإدارية

هي القدرة على تخطيط وتنظيم وتوجيه ومراقبة الموارد والموظفين لتحقيق أهداف محددة، والمدير الناجح هو الشخص الذي يستخدم كل هذه المهارات لتحقيق النتائج المرجوة.

إحدى أهم المهارات الإدارية هي القدرة على التخطيط، وتشمل تحديد الأهداف والغايات قبل وضع خطة لتحقيقها، وبعد وضع الخطة، يجب مراقبة التقدم وإجراء التعديلات اللازمة.

المهارات التنظيمية هي عنصر حاسم آخر للإدارة الناجحة، وتشمل القدرة على تطوير الأنظمة والإجراءات التي تحافظ على سير الأمور بسلاسة، والمهارات التنظيمية الجيدة ضرورية لتتبع جميع العناصر المتغيرة والتأكد من أنَّ الجميع يسيرون على المسار الصحيح.

6. مهارات التواصل

يجيد القادة الناجحون التواصل مع الآخرين، ويستطيعون شرح أفكارهم بوضوح وإيجاز، فهم يدركون أهمية لغة الجسد ونبرة الصوت، ويجيدون الإصغاء، ومهارات التواصل ضرورية في كل جانب من جوانب القيادة، ويعتمد تحفيز أعضاء الفريق وبناء العلاقات مع أصحاب المصلحة على حسن التواصل، والقادة الذين يتقنون فن التواصل هم الأكثر نجاحاً.

توجد طرائق عديدة لتحسين مهارات التواصل لديك، منها الإصغاء النشط من خلال الانتباه لما يقوله الآخرون وبذل جهد لفهم وجهة نظرهم، والتحضير مقدماً لما تريد قوله، فيمكِّنك هذا من التحدث بوضوح وإيجاز، فتعزز مهارات التواصل قدراتك القيادية.

الفرق بين مهارات القيادة والإدارة

غالباً ما تُستخدم مهارات القيادة ومهارات الإدارة إحداهما مكان الأخرى، وإن كان هناك تداخلات، فثمة اختلافات رئيسة بينهما، وتركز مهارات القيادة على إلهام الآخرين وتحفيزهم لتحقيق هدف مشترك، وهذا يعني وضع رؤية واضحة، وشرحها، وتشجيع الموظفين على تحقيقها.

تركز مهارات الإدارة على تخطيط الموارد وتنظيمها وتنسيقها، فالإدارة الجيدة ضرورية لتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية، فكل من مهارات القيادة والإدارة ضرورية لنجاح أي منظمة، ومن الهام فهم الفروقات بينهما لتعزيز تأثير القائد.

أهمية المهارات القيادية

تجعل بعض الأسباب مهارات القيادة الفعالة ضرورية، فهي لا تضمن فقط أن تحقق المنظمة أهدافها، بل تساعد أيضاً الأفراد على الوصول إلى أقصى إمكاناتهم، سواء على الصعيد المهني أم الشخصي.

دون قيادة قوية، قد يكون من الصعب على الجميع العمل نحو نفس الأهداف، ويحفز القادة الناجحون فرقهم ويساعدونهم على التغلب على التحديات، وهذا يؤدي إلى مستويات أعلى من الإنتاجية والمعنويات.

يتميز القادة الناجحون بقدرتهم على حل المشكلات واتخاذ القرارات، وهذا يساعدهم على تجنب الأزمات؛ لذا من الضروري ملاحظة أنَّ مهارات القيادة هي أيضاً مهارات حياتية أساسية يمكن استخدامها في كثير من المواقف المختلفة في حياتك الشخصية، ويشمل ذلك القدرة على حل النزاعات، وإدارة التوتر، واتخاذ القرارات، والتواصل بوضوح، وتحديد الأهداف.

يؤدي تطوير مهاراتك القيادية إلى تحسين جودة حياتك بطرائق عديدة، بدءاً من تحسين علاقاتك الشخصية وصولاً إلى عيش حياة أكثر رضى.

في الختام

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن تعريف القيادة ومهاراتها والفرق بينها وبين المهارات الإدارية، وسنتحدَّث في الجزء الثاني والأخير منه عن أهميتها وخطوات تحسينها وكيفية إبرازها.

آخر المقالات

كن على اطلاع بأحدث الأخبار

اشترك الآن لتحصل على أحدث المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى