English

استكشاف 8 أنماط قيادية شائعة: كيف تختار الأنسب لك؟

تتولى القيادة بوصفها مسؤولية صعبة في مرحلة ما من مسيرتك المهنية؛ لذلك يجب عليك أن تطَّلع على أنماط القيادة الشائعة لتحدد النمط الأنسب لك سواء كان نطاق المسؤولية ضيِّقاً كقيادة اجتماع، أم واسعاً كإدارة قسم بأكمله.

يطور معظم المهنيين أسلوبهم المميز في القيادة بناءً على خبراتهم، وشخصياتهم، ومتطلبات الشركة، وثقافتها التنظيمية، ولكل قائد أسلوبه المميز، ولكنَّ هناك 8 أنماط قيادية شائعة عموماً. يناقش هذا المقال 8 من أكثر أنماط القيادة شيوعاً مع أمثلة وخصائص عامة لكل منها.

تعريف أنماط القيادة

تشير أنماط القيادة إلى الطريقة والأسلوب اللذين يتبعهما القائد لإدارة أعضاء الفريق، وتحفيزهم، وتوجيههم، فهي مجموعة السلوكات، والاستراتيجيات، وإجراءات اتخاذ القرار التي تعكس قِيَم القائد، وشخصيته، وخبرته.

وتشمل أنماط القيادة مثلاً: السلطوية، والاستبدادية، والديمقراطية، والتحويلية، ولكل نمط نقاط قوة وضعف وفق السياق الذي يُطبق فيه، بالتالي يحدد فهم أنماط القيادة المختلفة كيفية تأثير القادة في فِرَقهم، وإنتاجيتهم، ونجاحهم العام.

لماذا يجب عليك معرفة نمط قيادتك؟

اعرف نمط القيادة الذي يناسبك لكي تقود بفعالية أكبر، وتغيِّر أسلوبك عند الضرورة، بالتالي فإنَّ الوعي الذاتي بأسلوب قيادتك يمكِّنك من الاستفادة من نقاط قوتك وتحسين مواطن القصور، وجودة التواصل مع فريقك، وتعديل استراتيجياتك بناءً على متطلباتهم، وإنشاء بيئة عمل مترابطة ومنتجة، وسيؤدي ذلك في النهاية إلى نجاحك بوصفك قائداً.

أنماط القيادة الشائعة

فيما يأتي نظرة عامة على 8 أنماط شائعة من القيادة مع استعراض إيجابيات وسلبيات كل نمط:

1. القيادة الاستبدادية

تركز القيادة الاستبدادية أو السلطوية على النتائج وكفاءة الفريق؛ إذ يتخذ القادة الاستبداديون معظم القرارات بمفردهم أو مع مجموعة صغيرة موثوقة ويتوقعون من الموظفين القيام بالمهام المطلوبة منهم بدقة، ويتمتع هؤلاء القادة بثقة عالية بالنفس، وقدرة على التواصل الواضح والمنتظم، وتحمل المسؤولية، والالتزام بالقواعد. يشدد نمط القيادة الاستبدادي على أهمية التنظيم الدقيق والإشراف المباشر على العمل، وتشمل إيجابيات وسلبيات نمط القيادة الاستبدادية:

  • الإيجابيات: يعزز القادة الاستبداديون الإنتاجية من خلال التفويض، والتواصل الواضح والمباشر، ويخففون ضغوطات الموظفين من خلال اتخاذ القرارات بسرعة بأنفسهم.
  • السلبيات: يتعرض القادة الاستبداديون لمستويات عالية من الضغط؛ لأنَّهم يحمِّلون أنفسهم مسؤولية كل تفاصيل العمل، بالإضافة إلى أنَّ افتقارهم للمرونة قد يزعج الفريق.

القيادة الاسبدادية

2. القيادة البيروقراطية

تتشابه القيادتان البيروقراطية والاستبدادية في أنَّ القادة في النمطين يتوقعون من أعضاء فريقهم اتباع القواعد والإجراءات بدقة؛ إذ يفرض النمط البيروقراطي على الموظفين مهام ومسؤوليات محددة موزعة وفق نظام عمل هرمي، مما يقلل فرص التعاون والإبداع الجماعي، وتبرز فعالية هذا النمط القيادي ضمن القطاعات التي تخضع للوائح تنظيمية صارمة.

وفي المؤسسات المالية، والحكومية، وشركات الرعاية الصحية، فقد يناسب هذا النمط نهج قيادتك إذا كنت تركز على التفاصيل والمهام، وتقدِّر القواعد والأنظمة، وتتمتع بإرادة قوية وانضباط ذاتي، ولديك أخلاقيات عمل صارمة. تشمل إيجابيات وسلبيات نمط القيادة البيروقراطية:

  • الإيجابيات: هذا النمط فعال في المنظمات التي تحتاج إلى اتباع قواعد ولوائح صارمة؛ إذ يفصل هؤلاء القادة العمل عن العلاقات لتجنب إضعاف قدرة الفريق على تحقيق الأهداف.
  • السلبيات: لا يعزز هذا النمط الإبداع، ويقيِّد الموظفين، ويتجاوب ببطء مع التغييرات، ويفشل في بيئات العمل التي تتطلب المرونة.

القيادة البيروقراطية

3. القيادة بالكوتشينغ

يحدد القائد الكوتش نقاط قوة وضعف أعضاء فريقه، ودوافعهم؛ ليساعد كل واحد منهم على تحسين أدائه، ويساعد أعضاء الفريق على تحديد أهداف ذكية، ويقدِّم لهم تغذية راجعة دورية في المشروعات الصعبة ليطور إمكانياتهم.

يحدد هؤلاء القادة توقعات واضحة ويوفرون بيئة إيجابية ومحفزة، ويُعَد هذا النمط أكثر الأنماط فائدة لأرباب العمل والمرؤوسين أيضاً، ولكنَّه للأسف غير مُعتمَد بما يكفي؛ لأنَّه يستهلك كثيراً من الوقت مقارنةً بأنماط القيادة الأخرى، بالتالي يدعم هذا القائد موظفيه، ويشجع على التعلم والتطور، ويقدم التوجيهات بدل إصدار الأوامر، ويطرح على العاملين أسئلة هادفة ومدروسة، وتشمل إيجابيات وسلبيات نمط القيادة بالكوتشينغ:

  • الإيجابيات: يشجع هذا النمط القيادي البنَّاء على تحديث المهارات، وتمكين أعضاء الفريق، ويرسخ الثقة ضمن ثقافة الشركة، وغالباً ما يُنظر إلى القادة الذين يتبنون هذا النمط على أنَّهم منتورز قيِّمون.
  • السلبيات: يتمتع هذا النمط بعدد من المزايا، إلَّا أنَّه يستهلك كثيراً من الوقت كونه يتطلب اجتماعات فردية مع الموظفين، مما قد يكون صعباً ضمن القطاعات التي تعتمد على المواعيد النهائية.

القيادة بالكوتشينغ

4. القيادة الديمقراطية

تعد القيادة الديمقراطية أو التشاركية مزيجاً من الأنماط القيادية الاستبدادية والتفويضية، فيطلب القائد الديمقراطي آراء أعضاء فريقه ويأخذها بالحسبان قبل اتخاذ القرار؛ إذ يعزز هذا النمط القيادي مشاركة الموظفين ورضاهم؛ لأنَّهم يشعرون أنَّ مساهماتهم تُحدث فرقاً، ويقدِّر القادة الديمقراطيون المناقشات الجماعية ويقدمون جميع المعلومات للفريق عند اتخاذ القرارات، كما يعززون بيئة عمل تشاركية ترحب بآراء الجميع، ويكونون عادة عقلانيين ومرنين، وتشمل إيجابيات وسلبيات نمط القيادة الديمقراطية ما يأتي:

  • الإيجابيات: يشعر الموظفون بالقوة والتقدير والوحدة تحت رعاية القيادة الديمقراطية، كما أنَّ هذا النمط يعزز الاحتفاظ بالموظفين ويرفع معنوياتهم، ويتطلب إشرافاً إدارياً أقل؛ إذ يكون الموظفون عادة جزءاً من عمليات اتخاذ القرار ويعرفون ما عليهم القيام به.
  • السلبيات: يمكن أن يكون هذا النمط القيادي غير فعال ومكلف، فهو يتطلب وقتاً لتنظيم المناقشات الجماعية، وجمع الأفكار والتعليقات، ومناقشة النتائج المحتملة، والتواصل بشأن القرارات، كما يمكن أن يضيف ضغطاً اجتماعياً على أعضاء الفريق الذين لا يحبون مشاركة الأفكار في المجموعات.

القيادة الديمقراطية

5. القيادة التفويضية

يختلف نمط القيادة التفويضية عن نمط القيادة الاستبدادية، فهو يفوِّض عدداً من المهام لأعضاء الفريق، ويكون تدخل القائد بالحد الأدنى؛ إذ يمتلك القائد التفويضي وقتاً إضافياً يستثمره في المشروعات؛ لأنَّه لا يخصص وقتاً كبيراً لإدارة الموظفين والتدخل في أصغر التفاصيل، ويُفضَّل اعتماد هذا النمط عندما يكون أعضاء الفريق أكفاء، ومدربين جيداً، ولا يحتاجون إلى كثير من الإشراف، ولكن يمكن أن تنخفض الإنتاجية عندما لا يفهم أعضاء الفريق النتائج المتوقعة منهم، وعند الحاجة للدعم، والتحفيز، والتوجيه المستمر، وتشمل إيجابيات وسلبيات نمط القيادة التفويضي ما يأتي:

  • الإيجابيات: يشجع نمط القيادة التفويضية على المساءلة، والإبداع، والمرونة، مما يؤدي غالباً إلى ارتفاع معدلات الاحتفاظ بالموظفين.
  • السلبيات: لا يكون هذا النمط عادةً فعالاً مع الموظفين الجدد؛ لأنَّهم يحتاجون إلى التوجيه والدعم العملي المكثف في بداية تعيينهم.

القيادة التفويضية

6. القيادة المتسارعة

تحقق القيادة المتسارعة النتائج السريعة؛ إذ يركز هؤلاء القادة على الأداء، وغالباً ما يفرضون معايير عالية، ويطالبون فرِق عملهم بتحقيق أهدافهم، فهذا النمط تحفيزي في البيئات السريعة التي يحتاج فيها أعضاء الفريق إلى العمل بنشاط، إلَّا أنَّه ليس دائماً الخيار الأفضل لأعضاء الفريق الذين يحتاجون إلى الإرشاد والتعليقات، وتشمل إيجابيات وسلبيات نمط القيادة المتسارعة ما يأتي:

  • الإيجابيات: تحقيق الموظفين الأهداف التجارية، وزيادة النشاط والحماس في بيئات العمل.
  • السلبيات: يؤدي نمط القيادة المتسارعة أيضاً إلى سوء الفهم وتوتر الموظفين؛ إذ إنَّهم دائماً موجهون تجاه هدف أو موعد نهائي.

القيادة المتسارعة

7. القيادة الخدمية

يولي القادة الخدميون الأولولية للآخرين، ويعتقدون أنَّ أعضاء الفريق يكونون أكثر فاعلية وإنتاجية عندما ينعمون بالرضى الشخصي والمهني، ويكتسب هؤلاء القادة مزيداً من الاحترام نظراً لتركيزهم على رضى الموظفين والتعاون، كما أنَّهم يحفزون فرقهم مع امتلاكهم مهارات تواصل ممتازة، فقد تجد أنَّ هذا النمط القيادي يتناسب مع أسلوبك المميز إذا كنت تميل إلى تشجيع التعاون والانخراط بين أعضاء الفريق وإذا كنت ملتزماً بتنمية فريقك مهنياً، وتشمل إيجابيات وسلبيات نمط القيادة الخدمية ما يأتي:

  • الإيجابيات: يعزز القادة الخدميون ولاء الموظفين وإنتاجيتهم، ويطوروهم، ويحسنون القرارات، ويبنون الثقة، ويؤهلون القادة المستقبليين.
  • السلبيات: يمكن أن يتعرض القادة الخدميون للإرهاق؛ لأنَّهم غالباً ما يضعون احتياجات فريقهم فوق احتياجاتهم المخصصة، وقد يواجهون صعوبة في أن يكونوا استبداديين عند الضرورة.

القيادة الخدمية

8. القيادة الملهمة

يدعم القادة الملهمون التقدم ويتجاوزون فترات التغيير بنجاح من خلال إلهام الموظفين وكسب ثقتهم بأفكارهم الجديدة، كما أنَّ القائد الملهم بارع في تقوية الروابط التنظيمية بين المستويات المختلفة، ويعد النمط الرؤيوي مفيداً خصيصاً للمنظمات الصغيرة سريعة النمو، والمتوسطة التي تمرُّ بتحولات أو إعادة هيكلة.

ويميل القادة الملهمون إلى أن يكونوا مثابرين وجريئين واستراتيجيين ومنفتحين على المخاطر، وغالباً ما يوصفون بأنَّهم ملهمون ومتفائلون ومبتكرون وجاذبون، وتشمل إيجابيات وسلبيات نمط القيادة الملهمة ما يأتي:

  • الإيحابيات: يمكن أن تساعد القيادة الملهمة الشركات على النمو، وتوحيد الفرق والشركة ككل، وتحسين التقنيات أو الممارسات القديمة.
  • السلبيات: يغفل القادة الملهمون عن تفاصيل أو فرص هامة، مثل تقدير جهود فرقهم؛ لأنَّهم يركزون على الرؤية المستقبلية.

القيادة الملهمة

كيفية اختيار نمط القيادة

اختَر النمط الذي تشعر بأنَّه قريب منك أو يعكس شخصيتك، وفيما يأتي بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسك عند محاولة تحديد أي نمط هو الأنسب لك:

  • ما الأهم بالنسبة لي: الأهداف أم العلاقات؟
  • هل أؤمن بالنظام الصارم أم بحرية الاختيار؟
  • هل أفضل اتخاذ القرار بمفردي، أم جماعياً؟
  • هل أركز على الأهداف القصيرة أم الطويلة الأمد؟
  • هل ينبع الحافز من التمكين أم من التوجيه؟
  • ما هي هيكلية الفريق الصحيحة برأيي؟

نصائح لاختيار نمط القيادة

هذه الأسئلة مجرد أمثلة لتحديد النمط الأنسب، فضَعْ في حسبانك النصائح التالية لتطوير نمط قيادتك:

  1. جرِّب: جرب أساليب متنوعة في ظروف مختلفة وراقب النتائج.
  2. ابحث عن منتور: استشِر قائداً خبير واستفسر عن تجربته الشخصية في تطوير نمط القيادة.
  3. اطلب تغذية راجعة: تطوِّر التغذية الراجعة البنَّاءة المهارات القيادية، ويُفضَّل أن تطلبها من أشخاص تثق بهم.
  4. كن أصيلاً: لا تتبنَّى نمط قيادة يتعارض مع شخصيتك أو قيمك حتى لا تظهر ظهوراً غير نزيه؛ بل اختَر نمط قيادة يتماشى مع نقاط قوتك وحسِّنه.

صفوة الكلام

لكل قطاع أو مجال نمط قيادي يحقق أفضل أداء، فالقادة الاستبداديون مثلاً هم الأفضل في البيئات العسكرية، ولكنَّ أفضل نمط قيادي هو اعتماد مزيج من كافة الأنماط، ومن خلال الممارسة والتجربة ستدرك أي نمط يجب تطبيقه في كل موقف، ويعزز الذكاء العاطفي هذا الإدراك.

ربما تفوقت بوصفك قائداً سابقاً باتباع أحد الأنماط، ولكن قد يتطلب منصب آخر نمطاً آخر لضمان عمل فريقك بفعالية، ويمكنك اختيار نمط القيادة المناسب لوضعك الحالي من خلال فهم الأنواع المختلفة من القيادة، والنتائج التي ستحققها.

أهمية تطوير نمط القيادة

أكد 55% من أرباب العمل في استطلاع أجرته مؤسسة "إنديد" أنَّ السؤال عن مهارات القيادة في مقابلة التوظيف هو التقييم الأدق لقدرة المرشح على النجاح في المنصب؛ إذ يتطلب تطويرك لمهارات القيادة استخدام عمليات وأساليب مختلفة لتحقيق أهداف رب العمل وتلبية احتياجات مرؤوسيه، وقد تتبنى عدة أنماط قيادية مختلفة في أي وقت لتكون قائداً ناجحا.

ويجب أن تخصص بعض الوقت للبحث عن خصائص الأنماط القيادية لتطور أسلوبك وتنوع ممارساتك القيادية، فيمكنك أيضاً تحديد طرائق أخرى للقيادة قد تخدم أهدافك الحالية وفهم كيفية العمل مع قادة يتبعون نمطاً مختلفاً عن نمطك المخصص.

في الختام

تختار إدارة الفريق والقيادة النمط القيادي الأنسب بناءً على الظروف والمتطلبات، وناقشَ هذا المقال 8 أنماط قيادية رئيسة شائعة، ولكل نمط إيجابياته وسلبياته، فاختيار النمط المناسب يعتمد على الأهداف والبيئة المحددة، ومن خلال التجربة والتغذية الراجعة والاستشارة، يمكن للقادة تطوير أسلوبهم القيادي لتحقيق النجاح والفعالية؛ إذ تنعكس القيادة الجيدة على أداء الفريق وانتاجيته؛ لذلك فهم الأنماط القيادية المختلفة أمر جوهري في مسيرة أي قائد.

آخر المقالات

كن على اطلاع بأحدث الأخبار

اشترك الآن لتحصل على أحدث المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى