English

10 استراتيجيات لقيادة فريق عمل عن بعد باستخدام الذكاء العاطفي

إذا كنت مديراً يقود فريقاً عن بُعد، فلا بد أنَّك تعرف أنَّ الأمر لا يقتصر على رعاية الفريق وإنجاز المهمة فحسب، فتمثل إدارة الأفراد تحدياً، لكنَّ العمل عن بُعد يطرح مجموعة جديدة من التحديات، وعلى الرغم من تقدير الموظفين للمرونة التي يوفرها العمل عن بُعد، لكن توجد فجوة في التواصل غير الرسمي في العمل.

التعامل مع هذا السيناريو أصعب بالنسبة إلى المدير من الموظف، فيبرز هنا الذكاء العاطفي، فيرفع المديرون من مستواهم لإدارة الفرق عن بُعد، إنَّه مهارة حاسمة للمديرين وأولئك في مواقع القيادة. في استطلاع لمديري التوظيف، قال ما يقرب من 75% من المستجيبين إنَّهم يعتقدون أنَّ الذكاء العاطفي (EQ) للموظف أهم من الذكاء الفكري (IQ).

الذكاء العاطفي في القيادة

لا يقتصر دور القادة على العمل وحسب، بل يشمل إدارة الأشخاص والمزاج العام في المؤسسة، ويتمتع القادة بكاريزما خاصة، ويملكون مجموعة من المهارات تساعدهم على تنظيم عواطفهم وفهم عواطف الآخرين، كما يساعدهم ذلك على فهم موقف مؤسستهم من التعاطف، ففي عصر ما بعد كوفيد (covid)، أصبح الذكاء العاطفي القوة العظمى للقيادة الافتراضية.

صاغ مصطلح الذكاء العاطفي في عام 1990 بروفيسورا علم النفس، جون دي. ماير (John D. Mayer) وبيتر سالوفي (Peter Salovey)، ويُعرَّف الذكاء العاطفي بأنَّه: "القدرة على مراقبة عواطف المرء والآخرين، والتمييز بين العواطف المختلفة وتصنيفها بشكل مناسب، واستخدام المعلومات العاطفية لتوجيه التفكير والسلوك".

لطالما كان الذكاء العاطفي عنصراً أساسياً في دليل القيادة منذ فترة طويلة، وبحسب دانييل غولمان (Daniel Goleman)، عالِم النفس الذي روَّج فكرة الذكاء العاطفي: "القادة الأكثر فاعلية متشابهون جميعاً في جانب واحد حاسم، فهم جميعاً يتمتعون بدرجة عالية منه، وهذا ما أصبح يُعرف بالذكاء العاطفي".

المهارات التقنية والذكاء الفكري هامان، ولكن جعلهما الذكاء العاطفي معياران أوليان للقيادة، ولقد أصبح الذكاء العاطفي مؤشراً للأداء، وبات أرباب العمل يقدِّرون أهميته. بحسب شركة تالينت سمارت (TalentSmart): في معظم الأحيان، يتفوق الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي أعلى وبذكاء فكري متوسط على أولئك الذين يتمتعون بذكاء فكري أعلى وذكاء عاطفي أقل.

الفئات الأربعة للذكاء العاطفي

ينقسم الذكاء العاطفي إلى 4 جوانب مختلفة، هي:

1. الوعي الذاتي

هو القدرة على أن تكون على دراية بنقاط القوة والضعف لديك، ومعرفة مدى تأثيرها فيك وفي أداء فريقك.

2. الإدارة الذاتية

هي القدرة على إدارة العواطف في المواقف العصيبة، فيجب أن يكون القائد الذي يتمتع بالذكاء العاطفي قادراً على الحفاظ على نظرة إيجابية بدلاً من الرد والاندفاع في مثل هذه المواقف.

3. الوعي الاجتماعي

ببساطة، هذه هي القدرة على فهم عواطف الآخرين، فيستطيع القائد الذي يتمتع بهذه المهارة فهم عواطف الآخرين وفهم الديناميكيات الأكبر التي تحدث في مكان العمل.

4. إدارة العلاقات

هي القدرة على توجيه الآخرين وتدريبهم والتأثير فيهم، وهذا يشمل أيضاً القدرة على تسوية النزاعات.

لماذا يجب أن يتطور أسلوب القيادة ليناسب العمل عن بُعد؟

يطرح العمل عن بُعد والفرق المتفرقة تحديات جديدة، فيشعر المديرون بالحاجة إلى مضاعفة واجباتهم لإبقاء الفريق على توافق.

يثير سيناريو العمل عن بُعد مخاوف جديدة تبدأ بالحواجز المادية، فأظهر استطلاع أنَّ العاملين عن بُعد لا يشعرون بالانتماء للمنظمة ولا بأي صلة بزملائهم، وهذا يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، لقد ناقشنا ما يلزم لكي تكون قائداً واعياً وذكياً عاطفياً، فيكمن السر في الاهتمام بنفسك وبالآخرين، فيمكن للقائد المتعاطف أن يبني فرقاً سليمة تتمتع بعلاقات شخصية رائعة.

يفضِّل 90% من الموظفين البقاء في مكان عمل يتعاطف فيه القادة؛ لذا، الذكاء العاطفي ليس مجرد مهارة ستفيدك؛ إنَّه مفتاح الاحتفاظ بالموظفين.

ليس من المستغرب أن يشعر الموظفون بمزيد من القيمة والدعم من قبل مديريهم الذين يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ، وبطبيعة الحال، فإنَّ المديرين الذين يتمتعون بذكاء عاطفي أعلى هم أكثر تمكيناً وتعزيزاً للعلاقات الطيبة بين المدير والموظف.

يوجد سبب كافٍ لكل من الموظف والمدير لتشجيع الذكاء العاطفي، فهل يمكن تنمية الذكاء العاطفي لدى المدير؟ نعم، وغالباً ما تؤكد برامج تطوير القيادة والتدريب على القيادة أهمية الذكاء العاطفي في القيادة الفعالة.

أسلوب القيادة

استراتيجيات قيادة فريق عمل عن بُعد باستخدام الذكاء العاطفي

1. إدارة المحادثة

يجب على القائد إدارة المحادثة والإصغاء إلى الموظفين والانتباه إلى كلماتهم ونبرة صوتهم ولغة جسدهم، فيُظهِر الإصغاء أنَّك تُقدِّر أفكارهم ومشاعرهم، كما أنَّه يشجع الموظفين على طرح الشكاوى، وحل هذه الشكاوى يؤدي إلى تحسين إنتاجية مكان عملك.

2. الرد بأناقة

الرد هو التدفق الطبيعي لتكون العواطف بلا ضابط، لكنَّك مدير، لا طفلاً صغيراً؛ لذا تأنَّ وفكِّر في الأمر، فالرد بكلمات مدروسة هو أناقة في حدِّ ذاته؛ إنَّه جهد واعٍ يراعي كل من المستمع والمتكلم، وسوف تكون أيضاً قدوة لفريقك.

3. توسيع وجهة نظرك

عزِّز التعاطف من خلال فهم وجهات النظر المختلفة، ضع نفسك مكان شخص آخر وانظر إلى الأشياء من وجهة نظره، فيساعدك هذا على فهم أفكاره ومشاعره فهماً أفضل، وهذا بدوره يؤدي إلى قدر أكبر من التعاطف والرحمة، ومن خلال تبنِّي وجهات نظر متنوعة، يمكنك بناء علاقات أقوى.

4. تحمُّل المسؤولية والاعتذار عند الحاجة

عندما ترتكب خطأً، كن مسؤولاً عن أفعالك، فتحمَّل المسؤولية واعتذر بصدق إذا كنت قد أذيت أو أخطأت في حق شخص ما، فيُظهر تقديم اعتذار مباشر التواضع والاحترام، ويتيح استعادة الثقة في العلاقات.

5. ممارسة الإصغاء النشط والتفاعل

أصغ بعناية عندما يتحدث الآخرون، وامنحهم اهتمامك الكامل، وحافظ على تفاعلك في المحادثات من خلال تجنب الإلهاء والتركيز على ما يقال، فيدل هذا على الاحترام ويُظهر أنَّك تُقدِّر أفكار وآراء الآخرين، ويعزز الإصغاء النشط الفهم والتواصل الفعال داخل المنظمة.

6. بناء العلاقات من خلال الصراحة

الصراحة ليست نقطة ضعف؛ لذا كن صريحاً في تعاملك مع الآخرين، وشارك أفكارك ومشاعرك الحقيقية، فهذا يسمح للآخرين برؤية شخصيتك الأصيلة، ويعزز هذا روابط أعمق ويشجع الآخرين على الصراحة أيضاً؛ فتبني الصراحة الثقة وتوفر مساحة آمنة لازدهار العلاقات الهامة.

7. تنمية التعاطف من خلال التفكير في عواطفك

افهم عواطفك وفكر فيها، واعرف سبب شعورك بطريقة معينة وكيف يؤثر ذلك في أفكارك وأفعالك، فيعزز هذا الوعي الذاتي قدرتك على التعاطف مع الآخرين، فيمكنك التواصل بشكل أفضل مع تجاربهم وعواطفهم، ويتيح التعاطف إجراء عمليات تواصل أعمق وتفاعلات ذات معنى أكبر.

8. تعزيز الإيجابية وإنشاء بيئة داعمة

وفِّر بيئة داعمة من خلال تعزيز العقلية الإيجابية، فابتسم، وشجِّع، وعبِّر عن امتنانك لمن حولك، ومن خلال تعزيز الإيجابية، فإنَّك ترفع مستوى الآخرين وتوفر بيئة داعمة، ففي مكان العمل هذا، يشعر الجميع بالتقدير والتحفيز، ويعزز مكان العمل الإيجابي الإنتاجية.

9. طرح الأسئلة بدلاً من إعطاء الأوامر

انتقل من إعطاء الأوامر إلى طرح الأسئلة عند التواصل مع الآخرين، فيؤدي هذا إلى إجراء حوار قائم على الاحترام والتعاون، وهذا بدوره يسمح بمشاركة وجهات نظر متنوعة، فمن خلال طرح الأسئلة، تُظهر احترامك لآراء الآخرين وتشجع المشاركة النشطة، ويعزز هذا النهج التواصل المفتوح وثقافة الاحترام المتبادل.

10. ملاحظة الإنجازات وتقديرها

لا شيء يحفز المرء مثل التقدير، فانتبه إلى إنجازات الآخرين واعترف بجهودهم وعبِّر عن تقديرك لهم، فعندما تفعل ذلك، فإنَّك تلهم وتحفز الآخرين على السعي لتحقيق النجاح، وإنَّ الاعتراف بالإنجازات يعزز بيئة إيجابية وداعمة، وبهذه الطريقة، يتشجع زملاؤك في الفريق على بذل جهد أكبر.

في الختام

الذكاء العاطفي ليس سمة قيادية فحسب، بل هو جوهر القيادة الحقيقية، فالمؤسسات التي يقودها قادة يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ هي أكثر المؤسسات نجاحاً، وفي ظل التحديات الراهنة، يجد المديرون عن بُعد أنَّ الذكاء العاطفي هو الأداة الأمثل لإدارة فرقهم بفاعلية.

يرفع القادة الذين يتمتَّعون بذكاء عاطفي عالٍ مستوى التواصل في مكان العمل، فهم يدركون الأثر العاطفي لكلماتهم في الآخرين، ومن ثم يستطيعون توفير بيئة عمل إيجابية تحفز الموظفين وتشجعهم على التفاعل، ونتيجة لذلك، يشعر الموظفون بمزيد من الرضى، وينخفض معدل ترك العمل.

عندما تتعلم كيف تكون شخصاً ذكياً عاطفياً، ستتخذ قرارات أكثر حكمة، وهذا بدوره يؤثر إيجاباً في نجاح المؤسسة بشكل عام، كما أنَّ فريقك سيشعر بالدعم والتشجيع، وهذا يدفعهم إلى مشاركة أفكارهم ومقترحاتهم بحرية.

آخر المقالات

كن على اطلاع بأحدث الأخبار

اشترك الآن لتحصل على أحدث المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى