English

المهارات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها القادة في مجال التحول الرقمي (الجزء الثاني)

تطرقنا في الجزء الأول من المقال إلى القيادة في المجال الرقمي ومبادئها وأهميتها، ثم تحدثنا عن القائد في المجال الرقمي، والتحديات التي ترافق توزيع المسؤوليات الرقمية على القادة، بالإضافة إلى سمة من السمات التي يجب أن يمتلكها قادة التحول الرقمي، وسنكمل الحديث في الجزء الثاني والأخير منه عن 4 سمات أخرى.

السمات التي يجب أن يمتلكها قادة التحول الرقمي

نستكمل فيما يلي السمات التي يتميز بها قادة التحول الرقمي:

2. التواصل الفعال

تتطلب القيادة توضيح الرؤية والاستراتيجيات بفعالية، والقدرة على شرح الأفكار بأسلوب واضح ومقنع، وذلك لضمان نجاح المشروع.

2.1. أهمية التواصل المقنع

لا جدوى من الأفكار والخطط ما لم يتلقَّ القائد الدعم من أصحاب المصلحة وأعضاء الفريق؛ إذ لا يكمن التحدي في وضع استراتيجيات مبتكرة بقدر ما يكمن في إقناع الجمهور بها.

2.2. أهمية مشاركة أصحاب المصلحة في وضع الرؤية

يجب أن يعي القادة الناجحون في المجال الرقمي تأثيرات خططهم على أصحاب المصلحة الرئيسين، وإشراكهم في عملية التخطيط بدلاً من فرض التغييرات عليهم فجأة، مما يساعد في تقييم التأثير الحقيقي لهذه التغييرات على مختلف الأطراف في المنظمة، وزيادة شعور المشاركين بالمسؤولية.

2.3. أهمية اندماج الموظفين والتغذية الراجعة

التواصل هو جهد متبادل، ويتطلب الإصغاء بفعالية إلى الفريق؛ إذ قد يمتلك موظفو الخطوط الأمامية أفكار هامة لا يستطيعون إيصالها إلى الإدارة العليا؛ لذا من الهام إنشاء بيئة يتلقى فيها هؤلاء الموظفون التقدير الكافي ليتمكنوا من التعبير عن آرائهم أو مخاوفهم دون تردد، مما يساعد في تحديد العوائق المحتملة، وضمان شعور أعضاء الفريق بالإنتماء، والمساهمة  في نجاح المشروع.

2.4. أهمية الإصغاء

يقتضي التواصل الفعال فهم وتحليل كلام الآخرين، بدلاً من التحضير للرد. سيعمل أعضاء الفريق بإرشادات القادة، ويعدِّلوا أساليب عملهم بما يتناسب مع أهداف المشروع حين يشعروا أنَّ آراءهم وتغذيتهم الراجعة محط تقدير.

3. القدرة على التكيف

القدرة على التكيف هي مهارة قيادية أساسية لضمان نجاح المبادرات الرقمية؛ حيث تتجلى هذه المرونة من خلال ما يلي:

3.1. التركيز على المنتجات بدلاً من المشاريع

يتطلب نجاح مبادرات التحول الرقمي التركيز على تطوير المنتجات الرقمية، بدلاً من المشاريع الرقمية المتفرقة، ولا يكفي الأسلوب التقليدي في الإدارة لتحقيق هذا التغيير؛ بل يجب تقييم الاستراتيجيات وتطويرها دورياً بما يتوافق مع ظروف السوق الرقمية.

3.2. تعديل أساليب التواصل

يجب تعديل أساليب التواصل لتناسب مختلف الفِرَق، والذي يقتضي تغيير طريقة التواصل مع أعضاء الفرق وتحفيزهم، وذلك لضمان توافق جهودهم مع أهداف المنظمة.

3.3. إدارة التغيرات التكنولوجية

تعني إدارة التغيرات التكنولوجية اتخاذ قرارات مدروسة حول اعتماد التكنولوجيا الحديثة، والتأكد من أنَّها لا تعرقل المبادرات الجارية؛ إذ ينبغي الموازنة بين الحاجة إلى التقدم التكنولوجي، دون المساس بالاستراتيجيات والمشاريع الحالية.

3.4. القدرة على التكيف الشخصي

من الهام التفاعل مع فرق العمل عبر المنصات الافتراضية مع زيادة الاعتماد على التواصل الرقمي؛ حيث يؤدي التشجيع على التواصل الصادق والمفتوح إلى تعزيز التعاون بين الفرق وتحسين إنتاجيتها.

 التفاعل مع فرق العمل عبر المنصات الافتراضية

4. استخدام البيانات في اتخاذ القرارات

يساعد الاعتماد على البيانات الدقيقة والحديثة في فهم وضع المؤسسة حالياً، وتأثير التغيرات المحتملة عليها؛ إذ توضح البيانات الخيارات المتاحة ومخاطر وفوائد كل منها، مما يضمن اتخاذ قرارات فعالة تؤدي إلى ما يلي:

4.1. تمكين الفرق

يؤدي منح الثقة لأعضاء الفريق عن طريق تكليفهم باتخاذ القرارات إلى زيادة كفاءة العمل وتعزيز شعور المسؤولية الجماعية. لكن، يجب التأكد من أنَّ الفريق يعي أهمية البحث وجمع البيانات في عملية اتخاذ القرارات. يخفف هذا النهج من مهام القادة، ويعزز الثقة والتعاون في حل المشكلات.

4.2. الهدوء في اتخاذ القرارات

في ظل حالة انعدام اليقين وكثرة الخيارات، من الهام اتخاذ القرارات بطريقة عقلانية ومدروسة؛ حيث يساعد تنظيم العواطف، والتركيز على الأفكار المنطقية القائمة على البيانات، في اتخاذ القرارات التي تسهم في التحول الرقمي في المؤسسة.

5. الحزم

الحزم هو السمة الرئيسة التي تميز القادة الفعالين عن غيرهم؛ وهذا يتطلب منهم القيادة بثقة، واتخاذ القرارات التي تسهم في تنمية الفرق، وتجنب التردد؛ لأنَّ تأثيره السلبي أكبر من اتخاذ القرارات الخاطئة أحياناً.

في مجال التكنولوجيا، من الهام استخدام المعلومات المتاحة في اتخاذ القرارات الفعالة في الوقت المناسب؛ حيث يسهم تصرف القائد بحزم في بناء الثقة بين أعضاء الفريق وتسريع عملية التقدم وتحقيق التحول الرقمي في المؤسسة.

في الختام

يؤدي القائد دوراً محورياً في نجاح مبادرات التحول الرقمي، ويجب أن يتمتع بمجموعة من المهارات مثل الإصغاء والتواصل الفعال، والقدرة على التكيف مع التغيرات، والحزم. قدم الجزء الثاني من المقال معلومات وافية عن هذه المهارات وكيفية تطبيقها في مكان العمل.

آخر المقالات

كن على اطلاع بأحدث الأخبار

اشترك الآن لتحصل على أحدث المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى