English

القيادة التشاركية: مزايا وعيوب ونصائح للعمل عن بُعد

يُعد القيادة الفعّالة أساساً لنجاح أيّة مؤسسة. يوجد عديدٌ من الأنماط القيادية، ويُذكَر من أبرزها: القيادة النقدية، والاستشارية، والتشاركية. لربما يفيدك التعرّف إلى أسلوب القيادة التشاركية لتحديد ما إذا كان هذا الأسلوب من الإدارة والمشاركة يفيد منظمتك.

يناقش هذا المقال القيادة التشاركية وأنواعها الأربعة، بالإضافة إلى مزايا وعيوب هذا الأسلوب القيادي.

تعريف القيادة التشاركية

إنّ القيادة التشاركية هي أسلوب يتعاون فيه جميع أعضاء المنظمة مع بعضهم لاتخاذ القرارات. تُعرف القيادة التشاركية أيضاً بالقيادة الديمقراطية؛ إذ تشجع فِرَق الإدارة جميع الموظفين على المشاركة في عملية اتخاذ القرار. تنجح القيادة التشاركية بصورة لافتة في المنظمات أو الشركات التي لديها أدوار محددة وتتطلب الحد الأدنى من الإدارة أو الإشراف، مثل الجامعات أو شركات التكنولوجيا أو شركات البناء.

أنماط القيادة التشاركية

هناك 4 أنواع رئيسة من القيادة التشاركية:

1. القيادة التشاركية بالإجماع

لا يمتلك القائد ضمن هذا النمط سلطةً على الأعضاء الآخرين في المجموعة ويعمل فقط كميسِّر للأعمال. يجب أن يتفق جميع أعضاء المنظمة على قرار واحد، وقد يتطلب الهدف أو القرار إجراء مزيد من المفاوضات والتعديلات حتى يتفق الجميع على نتيجة واحدة. غالباً ما تستخدم الشركات التصويت الفردي لاتخاذ القرارات.

2. القيادة التشاركية الجماعية

تتوزع المسؤولية وفق هذا النمط بالتساوي على فريق العمل؛ إذ يساعد القائد في تيسير العملية، ولكن يتولى جميع أعضاء المجموعة مسؤولية إجراءات العمل والنتيجة النهائية. يجب أن يوافق أغلب أعضاء المجموعة على القرار النهائي ، كما يعمل الموظفون معاً لتحديد التغييرات قبل وضع العمليات والسياسات الجديدة.

3. القيادة التشاركية الديمقراطية

يمتلك القائد في نمط القيادة التشاركية الديمقراطية سلطة أكبر من باقي أفراد المجموعة. تقدم المجموعة أفكاراً واقتراحات، وقد يصوّتون على النتيجة، لكنَّ القائد هو من يتّخذ القرار النهائي. يجمع القادة المعلومات من خلال الاستطلاعات أو المقابلات ويقررون ما هي التغييرات التي قد تقوم بها المنظمة.

4. القيادة التشاركية الاستبدادية

تتشابه القيادة التشاركية الاستبدادية مع نظيرتها الديمقراطية، لكنَّ القائد يمتلك سلطة أكبر في النمط الاستبدادي. أفكار وآراء القائد ضمن هذا النمط أهم من أفكار المجموعة. يمكن أن يتجاهل القائد الأفكار المميزة التي يطرحها الموظفون ويتخذ القرار النهائي بمفرده.

أنماط القيادة التشاركية

مزايا القيادة التشاركية

تتميز القيادة التشاركية بعديدٍ من الفوائد، ومن ضمنها:

1. زيادة المشاركة

يشعر أعضاء المنظمة بالتمكين عندما يشاركون في اتخاذ القرارات، مما يشجعهم على تطبيق التغييرات في مكان العمل. يمكن أن يشعر الموظفون بثقة أكبر في قرارات الشركة وتغيّراتها إذا تمكنوا من طرح آرائهم بالموضوع.

2. تعزيز الروح المعنوية

ترتفع معنويات أعضاء الفريق عندما يُسمَح لهم بالمشاركة والمساهمة في اتخاذ القرارات؛ إذ تعزز القيادة التشاركية إحساس الانتماء للفريق، وتوفر بيئة عمل إيجابية ترفع معنويات الموظفين ومستوى حماسهم للعمل. كما يمكن أن يساعد ذلك في زيادة احتفاظ الموظفين ذوي المهارات العالية.

3. تعزيز التعاون

يحصل القائد على مجموعة متنوعة من الأفكار الإبداعية والمبتكرة نتيجة النقاشات الموسعة، وقد تحل الفِرَق المشكلات بطرائق لم تتوقعها القيادة أبداً باستخدام وجهات النظر من جميع مستويات المنظمة. يعزز هذا النمط القيادي التعلم؛ لأنَّ كل فرد يتعلم من أفكار الآخرين المتنوعة.

4. تشجيع الاستقلالية

يحتاج الموظفون لمستوى أقل من الإدارة والإشراف عندما يشاركون في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمليات والسياسات الجديدة. بما أنهم كانوا جزءاً من العملية، فإنهم يعرفون بالفعل ما يحتاجون إلى القيام به وكيفية القيام بذلك. على سبيل المثال، إذا اعتمدت شركة ما نظاماً جديداً، قد يعرف الموظفون أيضاً كيفية استخدامه والاستفادة منه في إنجاز مهام العمل الحالية.

عيوب القيادة التشاركية

للقيادة التشاركية بعض العيوب أيضاً بالنسبة للقادة وأعضاء المجموعة والمنظمة ككل:

1. بطء اتخاذ القرارات

يمكن أن يستغرق نمط القيادة التشاركية وقتاً طويلاً للتنفيذ؛ إذ إنَّ خطواتها عديدة وقد تأخذ وقتاً طويلاً لتنظيم مجموعة كبيرة، والحصول على الأفكار والتعليقات، ومناقشة مسارات العمل المحتملة، ثم التواصل بشأن القرار. يمكن اعتماد جداول زمنية واضحة وأوقات محددة للتصويت أو المناقشات بشأن القرارات الجديدة لتسريع وتيرة العمل.

2. الضغوط المحتملة

قد يشعر أعضاء المجموعة من المستويات الأدنى بضغط اجتماعي للموافقة على رغبات الأغلبية في المجموعة أو الرؤساء. قد يكون من الصعب الوصول إلى قرار ديمقراطي حقيقي، ويمكن أن يعتقد موظف من المستوى الأدنى على سبيل المثال أنَّه يحتاج إلى نيل رضا الإدارة حتى لا يخسر وظيفته. يمكن إجراء استطلاعات رأي مجهولة أو محادثات فردية مع الموظفين لحل هذه المشكلة.

3. زيادة التكاليف

قد يكون هذا النمط مكلفاً نظراً للوقت الذي يمكن أن يستغرقه، وقد يُهدَر كثيرٌ من الوقت بين المسؤوليات اليومية وعمليات اتخاذ القرار هذه. يجب تقييم توزيع المهام ونوبات العمل لضمان وجود موارد بشرية كافية لتحقيق أهداف العمل أثناء إجراء المحادثات الجماعية.

4. نقص المعرفة

قد لا يمتلك جميع الموظفين في المنظمة الخبرة أو المعرفة اللازمة للمشاركة بصورة مثمرة في محادثة اتخاذ القرار. قد يكون لدى الأشخاص في أقسام التسويق على سبيل المثال آراء قيِّمة تفيد في اتخاذ قرارات قسم المبيعات. اعتمد أنماطاً مختلفة، مثل النمط الديمقراطي التشاركي؛ لضمان وجود قائد قادر على تقييم فعالية القرار النهائي.

نصائح لتعزيز القيادة التشاركية في نظام العمل عن بُعد

إليك بعض النصائح التي يمكنك استخدامها لتعزيز هذا النمط القيادي مع الموظفين عن بُعد:

  • اعقد اجتماعات منتظمة: يجب عقد اجتماعات منتظمة مع الفِرَق والأفراد لكي تتاح للموظفين الفرصة لمشاركة آرائهم واقتراحاتهم. يعزز ذلك بناء الثقة ويرفع المعنويات من خلال المسؤولية المشتركة.
  • أنشئ منصات للمشاركة: يُنصَح أيضاً بإنشاء منصات تسمح للموظفين بمشاركة أفكارهم بانتظام. تتيح هذه المنصات لأعضاء الفريق إمكانية إرسال الأفكار حالما تخطر لهم، مما يسمح لزملائهم بالرد على الاقتراحات وإبداء رأيهم بالموضوع.
  • عزِّز المساءلة: يمكن أن تشجع المسؤولية الموظفين على التعبير عن آرائهم الفردية وتطوير مهاراتهم القيادية. حاول دمج المشاركة في الفحوصات الدورية أو تقييمات الأداء لزيادة المساءلة.

في الختام

تقدّم القيادة التشاركية عديداً من المزايا التي يمكن أن تحسِّن بيئة العمل وتساهم في تحقيق الأهداف التنظيمية. على الرغم من وجود بعض التحديات، إلا أنَّ الفوائد التي يمكن جنيها من هذا الأسلوب تجعل منه خياراً جديراً بالاهتمام. من خلال تعزيز التعاون والمشاركة، يمكن للمنظمات تحقيق مستويات أعلى من الرضا والإنتاجية بين الموظفين. لذا، تعد القيادة التشاركية خياراً مثالياً للمنظمات التي تسعى لتعزيز الروح الجماعية والمشاركة الفعالة بين أعضاء فريقها.

آخر المقالات

كن على اطلاع بأحدث الأخبار

اشترك الآن لتحصل على أحدث المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى