English

برنامج تطوير القيادة: تعريفه وفوائده وخطوات إنشائه

يساعد تطوير قادة أقوياء أي منظمة على تحسين سير عملها وإنتاجيتها وأرباحها، فوضعت معظم الشركات برامج للمساعدة على تحسين الصفات القيادية بين موظفيها، فتساعد معرفة ما الذي يجعل هذه البرامج ناجحةً على تحقيق مزيد من النجاح في مكان العمل؛ لذا سنناقش في هذا المقال تعريف برنامج تطوير القيادة، وفوائده وخطوات إنشائه.

ما هو برنامج تطوير القيادة؟

برامج تطوير القيادة هي مبادرات تتخذها الشركات للاستثمار في نموها الداخلي، فتحدد الشركة الموظفين ذوي الإمكانات القيادية القوية وتعلمهم المهارات والصفات التي عليهم استخدامها في المناصب الإدارية، وتسمح هذه البرامج للمؤسسات بتحسين تقنيات الإدارة مع صناعة قادة في كل مرحلة من مراحل تطورهم الوظيفي، وتتضمن بعض السمات المشتركة التي تركز عليها هذه البرامج ما يأتي:

1. الكوتشينغ:

يستخدم القادة قدرات الكوتشينغ لاغتنام اللحظات المناسبة وتحويلها إلى فرص تعليمية، وقد يشمل ذلك مساعدة أعضاء الفريق على أداء مهمة ما بكفاءة أكبر أو شرح كيف يمكنهم تحسين مهاراتهم لرفع مستوى إنتاجيتهم.

2. التواصل:

يساعد التواصل الفعال القادة على شرح المفاهيم شرحاً أفضل، سواء كانت تتعلق بإجراءات العمل أم خطط التحسين، ويساعد التواصل الواضح الجميع على فهم الرسالة فهماً وافياً ويمنع الارتباك.

3. المساءلة:

تضمن مساءلة أعضاء الفريق عن عملهم بطريقة منتجة شعور الجميع بالمسؤولية في عملهم، وغالباً ما يحاسب القادة أنفسهم أيضاً عن أفعالهم، وهذا ما يزيد من احترام الآخرين لهم.

4. التفاوض:

غالباً ما يواجه القادة بعض المواقف التي يتفاوضون فيها لتحقيق نتيجة مثمرة متبادلة، سواء مع عميل أم أعضاء الفريق، فيساعد التفاوض الأشخاص على شرح أفكارهم بوضوح مع الحفاظ على بيئة إيجابية.

5. تحديد الأهداف:

يوجد أمر هام آخر يجب أن يتعلَّمه القادة المحتملون وهو تحديد الأهداف وتحقيقها، ففي كثير من الأحيان، يحدد القادة أهدافاً لفرق أو مؤسسات بأكملها، لذلك من المفيد للأشخاص أن يتعلموا كيفية إنشاء أهداف قابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة.

فوائد برامج تطوير القيادة

قد يؤدي إنشاء برنامج لتطوير القيادة إلى إفادة المنظمة وموظفيها بعدة طرائق، ومن ذلك:

1. وضع خطة للتعاقب

من خلال تنمية القادة من داخل المنظمة، يمكنك تطوير استراتيجية للنجاح، حتى بعد مغادرة الفريق التنفيذي الحالي، فقد يساعد ذلك على تقليل الانقطاعات في الإنتاجية وضمان وجود فهم مشترك لهيكل القيادة في المنظمة، كما يضمن البرنامج أن يكون القادة الجدد فعالين في عملهم ويحافظون على مستوى عالٍ من القيادة.

2. زيادة القدرة على التكيف

قد تشهد المنظمات في أي مجال عمل تغيراً كبيراً بسبب الظروف الاقتصادية المتغيرة، وقد تتكيف الشركات التي لديها برامج تطوير للقيادة مع هذه التغييرات بسرعة أكبر، وقد يبسِّط وجود نظام موحد بأدوار محددة أية تعديلات على العملية ويساعدك على تحديدها قبل الحاجة إليها.

3. تشجيع النمو الوظيفي

Promoting Career Growth

مع وجود خطة لتطوير القيادة، يمكن للموظفين تحسين مهاراتهم وتحديد أهدافهم المهنية، ومع توسع طموحاتهم وتطور مهاراتهم، يمكنهم تحسين الإنتاجية وإضافة قيمة أكبر للمنظمة، كما أنَّ رؤية زملائهم في العمل يتقدمون إلى مناصب قيادية يساعد على تحفيز أعضاء الفريق على أن يكونوا أكثر إنتاجية وتحسين مهاراتهم لتحقيق نمو مهني مماثل.

4. تحسين نتائج الأعمال

في معظم الأوقات، يؤدي تصميم برنامج تطوير القيادة إلى زيادة الإيرادات، فتصنع هذه البرامج قادة يفهمون المنظمة ومجال العمل، وتحفِّز موظفيها، وقد يؤدي ذلك إلى تحسين كفاءة العمليات في جميع أنحاء المؤسسة، وهذا يؤدي إلى تحسين المنتجات والخدمات التي تقدمها.

6 خطوات لإنشاء برنامج تطوير القيادة

فيما يأتي ست خطوات لإنشاء برنامج ناجح لتطوير القيادة:

1. تحديد الاحتياجات القيادية لمؤسستك

على الرغم من أنَّ معظم برامج القيادة لها عناصر متشابهة، فمن الضروري التأكد من أنَّ البرنامج الذي يصممه فريقك يلبي احتياجات منظمتك بشكل فعال، ولهذا السبب، عادة ما يبدأ تصميم برامج تطوير القيادة بتقييم أساسي يأخذ بالحسبان أسئلة، مثل:

  • أين توجد في مؤسستك حالياً فجوات قيادية واضحة؟ يساعدك هذا على تحديد ما إذا كانت لديك مناصب إدارية شاغرة أو أقسام يمكنها الاستفادة من إنشاء منصب إداري.
  • هل تتوقع ظهور مشكلات قيادية قريباً؟ إذا كنت تتوقع أن يتقاعد أي من المديرين التنفيذيين أو يغادروا المؤسسة قريباً، فإنَّ وجود خطة لاستبدالهم يساعد على استمرار إنتاجك دون انقطاع.
  • كيف تؤثر خطتك الاستراتيجية في احتياجات القيادة؟ قد يكون لدى المنظمة التي تهدف إلى النمو السريع احتياجات قيادية فريدة، لذا فإنَّ تحديد الأقسام التي يمكن أن تستفيد من المهارات القيادية أمر هام جداً.
  • ماذا تعني القيادة لمؤسستك؟ تفضل بعض الشركات أن يكون المديرون التنفيذيون أصحاب رؤية، بينما تريد شركات أخرى مشاركة أكبر من المديرين في مهام الإنتاج اليومية.

2. وضع خطة فعالة

يساعد وضع خطة مفصلة لإنشاء برنامج يلبي احتياجاتك على تجنب العقبات الشائعة التي تواجهها المنظمات، ويسهم اتخاذ موقف استباقي بشأن هذه المشكلات المحتملة في إنشاء برنامج أكثر فاعلية.

وضع خطة فعالة

على سبيل المثال، قد تواجه بعض الشركات نقصاً في الموارد، مثل الوقت والقوى العاملة والتمويل، فعند إنشاء برنامجك، من الهام تتبع مواردك ووضع الميزانية لها بعناية لضمان كفاءة التخصيص والبقاء ضمن المبادئ التوجيهية.

ثمة طريقة أخرى لضمان وضع خطة قوية، وهي استشارة الخبراء الخارجيين بشأن برنامجك، فيمكن أن توفر لك المصادر الخارجية نظرة أكثر موضوعية لمنظمتك وتحديد المجالات التي يمكنك فيها تعزيز قيادتها، وهذا يساعدك على تحديد أولويات أهدافك ومواردك لإنشاء برنامج يلبي احتياجاتك المحددة.

3. تعيين المسؤولين عن البرنامج

غالباً ما يكون من المفيد تحديد المسؤولين في بداية العملية لضمان سير تطوير البرنامج وتنفيذه بسلاسة، وبالنسبة إلى معظم المنظمات، يضع مديرو الموارد البشرية استراتيجية البرنامج وتنفيذه، وقد يتحملون أيضاً مسؤولية مراقبة المقاييس والإشراف على الأداء.

تعتمد معظم المنظمات أيضاً على شبكة من المديرين والتنفيذيين لتقديم التوجيه والمنتورينغ، فقد تقوم الشركات الأصغر ببساطة بتكليف رؤساء الأقسام بإدارة هذه المهام، بينما قد تنشئ المنظمات الأكبر هياكل أكثر تفصيلاً لتبسيط التدريب والتطوير.

4. تحديد المرشحين للقيادة

لتصميم برنامج فعال، اعلم أنَّ الموظفين ذوي الإمكانات القيادية يعملون في مناصب متعددة، فقد يكون بعضهم موظفين مبتدئين أو صغاراً، في حين قد يكون بعضهم الآخر في الإدارة الوسطى أو المناصب العليا، فيمكن لفريق القيادة الفعال تحديد المرشحين الأقوياء من جميع أنحاء الشركة بصرف النظر عن لقبهم الوظيفي؛ لذا فكر في إنشاء نظام لاختيار القادة المحتملين وتقييمهم وتطويرهم وترقيتهم في نهاية المطاف داخل المنظمة.

5. مطابقة أسلوب التطوير مع مستوى القيادة

لإنشاء إطار لبرنامجك، حاول استخدام أسلوب التطوير المناسب لكل مستوى من مستويات القيادة، بالنسبة إلى القادة الناشئين، تشمل الاستراتيجيات الشائعة المنتورينغ، والكوتشينغ الجماعي، ومشاريع الاختبار، ويتيح لهم ذلك الحصول على توجيه فردي من القادة مع تعلم كيفية النمو وقيادة المشاريع لممارسة مهاراتهم.

قد يستفيد المديرون المتوسطون من الشبكات المهنية، والمشاريع التطوعية، أو العمل بصفة كوتش، على سبيل المثال، يمكنك أن تطلب من الموظفين قيادة مشروع تطوعي أو تولي دور في مجلس الإدارة بغية التدرُّب، وبالنسبة إلى التنفيذيين الكبار، اطلب منهم التدرُّب على الكوتشينغ التنفيذي وتحسين تعليمهم، فيمكن لهذه التقنيات أن تساعدهم على تعلم كيفية اتخاذ القرارات الاستراتيجية الرئيسة كمجموعة، وتعلم المهارات والتكتيكات القيادية الحرجة.

6. مراقبة نتائج البرنامج

قس نتائج برنامج تطوير القيادة للتأكد من فاعليته، فقد تختلف المقاييس التي تستخدمها لقياس النتائج اعتماداً على أهداف فريقك، فإذا اكتشفت أنَّ برنامج تطوير القيادة غير فعال، فيمكنك تنفيذ استراتيجيات جديدة لتحسين البرنامج، وتتضمن بعض المقاييس الشائعة ما يأتي:

  • عدد الموظفين الذين أكملوا برنامج التطوير.
  • عدد الموظفين الذين حصلوا على الترقيات بعد البرنامج.
  • مستوى رضى المشاركين عن البرنامج.
  • مقارنة مستويات مهارات القيادة لدى الموظفين قبل وبعد البرنامج.
  • عائد الاستثمار (ROI) الذي حققته مؤسستك بسبب البرنامج.

في الختام

برنامج تطوير القيادة هو أداة قوية لتعزيز نمو أي منظمة، فمن خلال تحديد المرشحين ذوي الإمكانات القيادية، وتصميم برنامج يلبِّي احتياجات المنظمة، وتوفير التدريب المناسب لكل مستوى من مستويات القيادة، يتسنَّى للشركات صناعة قادة مستقبليين أقوياء، ويسهم قياس نتائج البرنامج وضمان فاعليته في بناء فريق قيادي مستعد لمواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق النجاح المستدام.

آخر المقالات

كن على اطلاع بأحدث الأخبار

اشترك الآن لتحصل على أحدث المقالات والأبحاث والمنتجات التي تجعلك أقوى من أي وقت مضى