لا توجد أسئلة غبية، لكن توجد أسئلة وجيهة؛ أسئلة مؤثرة وتكشف أكثر مما كنت تتوقعه؛ لذا عند التعاقد مع مستشار قيادي، يجب أن تطرح الأسئلة التي تخطر في بالك أولاً، ثم تتعمق أكثر.
استكشاف خياراتك:
ما الذي جعلك تقرر أنَّك تحتاج إلى مستشار قيادي؟ قد يكون السبب هو ارتفاع معدل دوران العمالة، أو عدم تبادل المعلومات بين الأقسام، أو عدم تنسيق العمل بين الفرق، أو عدم تحقيق أهداف المبيعات، أو توقف الابتكار؛ مهما كان سبب المشكلة، أنت تحتاج إلى مساعدة.
3 أسئلة يجب طرحها قبل التعاقد مع مستشار القيادة
لنكن صادقين: هذه صفقة كبيرة، وعليك الحرص على اتخاذ القرار الصحيح، ففي أثناء استكشافك للخيارات المتاحة، توجد بعض الأسئلة التي تستحق أن تطرحها، منها:
1. من؟
اطرح أسئلة تتيح لك أن تفهم تماماً من ستعمل معه على أساس يومي، فقد يبدو الأمر واضحاً: ألن أعمل مع من تحدثت إليه عبر الهاتف، ومن أجاب عن استفساري عبر البريد الإلكتروني، ومن قدَّم لي الاستشارة الأولية؟ ليس دائماً، ولا حتى عادة.
اكتشف ذلك بنفسك، وتحدَّث مع هذا الشخص مباشرةً لتتعرف إلى خبرته ونهجه وأسلوبه العام، إضافة إلى سرد سيرته الذاتية، ابحث عن الأفكار:
- ما هو رأيك في مجال العمل؟
- كيف ساعدت شخصاً يعاني من مشكلة/تحدي مثل مشكلتي؟
- هل ثمة شيء تفعله من شأنه أن يفاجِئني؟
2. ماذا؟
من الضروري أن يكون لديك إحساس قوي بالعملية ومدى تشابهها أو اختلافها عن الخيارات الاستشارية الأخرى، على سبيل المثال:
- هل تقدم الكوتشينغ أم الاستشارات أم كليهما؟
- كيف يمكنك إدارة التنفيذ المستمر؟
- كيف سنقيس البيانات ونتتبعها؟
- ما هو النموذج أو الإطار الذي سنستخدمه؟
يتبع بعض المستشارين نهجاً سريعاً، أي إنَّهم يأتون بحماسة كبيرة، ويحددون المشكلة كما يرونها، ويقدمون الحل، ثم يغادرون بسرعة؛ وغالباً ما يأخذون تلك الطاقة معهم، وغالباً ما يعود القادة إلى وضعهم السابق، إنَّها طبيعة بشرية، وللحفاظ على ذلك الزخم وتلك الطاقة، يجب أن يكون لدى المستشارين خطة للمتابعة، فهل هذه حالة لمرة واحدة فقط، أم أنَّهم سيكونون موجودين للمساعدة في العمل الفعلي؟
3. كيف؟
كيف تعرف ما إذا كان هذا المستشار قادراً على مساعدتك؟
من الصعب بناء جسر دون وجود أرضية مشتركة، فالأسئلة التي في بالك هي أسئلة وجيهة؛ لذا اطرحها، ولا يتعلق الأمر بالحصول على المعلومات فحسب، بل بالشعور بأنَّك في المكان الصحيح مع شخص يفهمك ويمكنه العمل معك للعثور على حل، إنَّه يتعلق بمعرفة أنَّ هذا الشخص قد واجه مثل هذه المشكلات من قبل ووجد حلاً لها.
- حدِّثني عما تقوم به؟
- هل لديك خبرة كبيرة في كذا؟
- هل أنت بارع فيما تفعله؟
يتمتع معظمنا باللباقة، لذلك، لا نريد أن نطرح السؤال الأخير، لكنَّنا نريد معرفة الإجابة، فعندما يكون لدى شخص ما خبرة فعلية، يمكنه الإجابة عن هذا السؤال بقصص حقيقية، فالقصص لها تأثير كبير، فهي لا تتوافق مع أدمغتنا البشرية البدائية فحسب، بل تجعلنا نعرف أنَّ هذا الشخص يفهم عالمنا واهتماماتنا، لذلك، لا نشعر بأنَّنا وحدنا من يعاني، لأنَّ هذا الشخص قد مرَّ بما نمر به الآن، وحقق النجاح من قبل.
سؤال لك
في عملية الاستكشاف، خصِّص الوقت لطرح سؤال هام على نفسك: هل يمكنني مصارحة هذا الشخص بمواطن ضعفي؟ تتطلب عملية استشارات القيادة قدراً كبيراً من التواضع؛ لذا حاول العثور على إجابات فيما يتعلق بما إذا كان يمكنك بناء الثقة والشعور بالأمان في المضي قدماً مع هذا الشخص ومتابعة هذه العملية.
أجر الخدمة
عند القيام بالتحقق اللازم قبل التعاقد مع مستشار قيادي، يكون السؤال الذي يتصدر القائمة عادةً هو: "كم ستكلف هذه الخدمة؟"، إنَّه استثمار، وصفقة كبيرة، لذا يجب أن تكون واعياً بميزانيتك، ولكن قد لا يكون هذا السؤال هو الأكثر فائدة لأنَّ المستشار الصادق قد لا يعرف الإجابة بعد.
قد يعطيك فكرة عن أسعاره وجداول الرسوم، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ الأمر يعتمد على وضعك؛ لذا ضع في حسبانك أنَّ الأسعار الأقل ليست دائماً الأفضل، والأغلى ليست دائماً الأفضل أيضاً، وهذا هو السبب في أنَّ هذا السؤال قد لا يقدم لك إجابة مفيدة.
الأجر الجيد مرتبط بالقيمة التي ستحصل عليها؛ لذا فكر في عواقب عدم الاستعانة بمستشار قيادي، وانظر إلى ما تخاطر به إذا لم تتصرَّف، وحينها ستعرف قيمة المبلغ الذي ستدفعه.
في الختام
يعدُّ طرح الأسئلة جزءاً لا يتجزَّأ ولا يُقدَّر بثمن من عملية الاستشارة، وهو بداية العملية، والخطوة التالية هي الاستفادة من الإجابات بتحويلها إلى عملية قابلة للتطبيق تؤدي إلى نمو وتغيير يمكن قياسهما.